محمد صفوان جولاق – رئيس التحرير
انتخب بيترو بوروشينكو وتسلم السبت مهام منصبه كرئيس لأوكرانيا، ليكون في مواجهة تحديات داخلية وخارجية غير مسبوقة، يجمع عليها كل من يريد استشراف المستقبل من الساسة والعامة.
نسبة كبيرة من الأوكرانيين تعول على بوروشينكو لدفع البلاد نحو عضوية الاتحاد الأوروبي، وإعادة القرم إلى أوكرانيا من روسيا التي ضمته، ولبسط السيطرة وإعادة الأمن والاستقرار إلى مناطق الحراك الانفصالي في شرق البلاد، و كذلك لإنقاذ أوكرانيا من شبح الانهيار الاقتصادي.
بوروشينكو أكد في خطاب توليه المنصب على وجهة أوكرانيا الأوروبية، وعلى أوكرانية القرم، وأصدر مرسومه الأول بتعيين نفسه قائدا عاما للقوات المسلحة الأوكرانية.
فولوديمير آرييف نائب عن حزب الوطن، ومستشار الرئيس في الشؤون السياسية، قال إن بوروشينكو يحظى بدعم شعبي كبير، وبدعم جميع الأحزاب السياسية رغم أنه لا ينتمي إلى أي منها، وهذا يعطيه قوة كبيرة لتحقيق أهداف البلاد.
لكن مراقبين يشككون بقدرة رجل الأعمال -الذي يلقب بـ"ملك الشوكولاتة" لامتلاكه أشهر مصانعها- على أن يكون شخصية مؤثرة في في جميع المجالات السابقة، لاسيما تلك المرتبطة بأعمال عسكرية وأمنية في شرق البلاد، أو تفاوضية مع روسيا.
وقت قصير
ويرى بعض المراقبين أيضا أن أمام بوروشينكو أسابيع قليلة لإثبات قوة حضوره كرئيس، وإلا فسيواجه موجة تذمر كبيرة كتلك التي واجهتها ولا تزال حكومة رئيس الوزراء أرسيني ياتسنيوك.
المحلل السياسي وخبير العلاقات الدولية تاراس بيريزوفيتس، قال إن أمام بوروشينكو 4 أسابيع لتحقيق شيء ملموس على الأرض في شرق البلاد المضطرب، كرئيس وقائد عام للقوات المسلحة، وإلا فإن مصيره سيكون الفشل بعد ذلك.
وقد أعلن بوروشينكو يوم الأمس أن إطلاق النار يجب أن يتوقف خلال الأسبوع الجاري في شرق البلاد بين الانفصاليين والقوات الحكومية.
وفي جانب آخر، رأى بيريزوفيتس أن من أكبر التحديات التي تواجه بوروشينكو هو البرلمان الذي قد سيعرقل إرادته كرئيس، وأن عليه حله والدعوة إلى انتخابات برلمانية مبكرة وعاجلة في غضون 6 أشهر كأقصى حد، لأن "البرلمان يضم أحزابا منافسة أو حتى معادية له، ونوابا هم رجال أعمال أو فساد لا يعتمد عليهم"، على حد قوله.
وأضاف: "البرلمان قد يحول بوروشينكو إلى رمز فقط، ويجعل منه ضحية جديدة من ضحايا الأزمة".
مواجهة روسيا
وعلى الصعيد الخارجي، يقف الرئيس الموالي للغرب بأوكرانيا على مفترق طرق صعبة، فإما التقارب مع أوروبا على حساب مزيد من القطيعة مع روسيا، أو حياد قد يحقق الاستقرار، ولكنه لن يحقق وعوده.
بيريزوفيتس قال إن التقارب مع الغرب يعني استمرار الحراك الانفصالي، الذي يتجه نحو تقسيم أوكرانيا وقضم أراضيها من قبل روسيا، ولهذا "أرى أن من أولويات الرئيس الحفاظ على حياد البلاد في المرحلة الحالية، والنهوض بها سياسيا واقتصاديا، فهي غير مؤهلة لعضوية أوروبا أو مواجهة روسيا"، على حد وصفه.
وأضاف: "الحياد قد يؤدي إلى خمد الحراك الانفصالي، وإلى عودة القرم عل المدى البعيد بشكل معين يحفظ هيبة روسيا، لكنه د يسعل احتجاجات جديدة ضد بوروشينكو".
أما أليكسي غاران مدير معهد التحليل السياسي فينظر بتفائل إلى الواقع والمستقبل، وقال إن أوكرانيا تحظى بدعم الغرب الذي يخشى عودة العظمة الروسية، ولذلك يجب أن تستمر بالتوجه نحو أوروبا، لأن "العودة أخطر على البلاد والعالم، وكسر شوكة موسكو سيجبرها آنذاك على احترام كييف، ووقف التدخل، وإعادة القرم"، على حد قوله.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022