محمد صفوان جولاق - رئيس التحرير
مرتدية الزي التراثي الأوكراني، عزفت الشابة أوليكساندرا نشيد أوكرانيا الوطني أثناء مراسيم تنصيب بيترو بوروشينكو رئيسا، فالمناسبة هي عيد كبير له أثر ومعنى كبيرين في نفوس الأوكرانيين وتاريخهم، كما قالت لنا.
مراسيم التنصيب كانت متواضعة إذا ما قورنت مع سابقاتها، ولعل ذلك انعكاسا طبيعيا للأزمة التي تهز البلاد؛ واللافت فيها كان مشاركة جميع الميليشيات -غير النظامية- التي شاركت في احتجاجات الميدان، التي أطاحت بحكم الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش.
الشاب مكسيم رأى في تواضع المراسيم وتمثيل قوى الميدانموشرا إيجابيا، وقال إن الأوكرانيين عاشوا أكثر من عشرين عاما في ضياع بسبب السلطات المتعاقبة، أما اليوم فيشعرون براحة نسبية، لأن الرئيس الجديد نتاج إرادتهم وثبات احتجاجاتهم.
الموقف من روسيا
آلاف الأوكرانيين تابعوا قسم وحديث بوروشينكو في الميدان، لرصد السياسات الرئيسية التي سيعتمدها لإنهاء الأزمة -خاصة في شقها المتعلق بالحراك الانفصالي شرق البلاد- وكذلك للتعامل مع روسيا التي ضمت القرم إلى أراضيها.
بوروشينكو طالب الانفصاليين بإلقاء السلاح، ملمحا إلى «عفو واسع» يشمل جميع المستجيبين، وأكد آن كل الأمور قابلة للحوار مع روسيا، باستثناء قرار توجه البلاد نحو التقارب مع الاتحاد الأوروبي، وأوكرانية القرم التي لا تنازل عنها.
خطاب بوروشينكو قوبل بتصفيق المحتشدين في الميدان، وبارتياح عبر عنه التتري القرمي رسيم درويشوف الذي كان بين الجموع، وهو إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي في كييف، فقال إنه «يأمل بأن ينفذ الرئيس وعوده، لكي يعود القرم سريعا إلى الوطن أوكرانيا، ،تنتهي مخاوف التتار وشريحة واسعة أخرى من سكان القرم».
وتمنت السيدة فالينتينا أن يستطيع بوروشينكو إعادة الأمن والاستقرار إلى شرق البلاد، و«يقيم علاقات حسن جوار مع روسيا، شريطة أن تحترم الأخيرة أوكرانيا، وتوقف التدخل والعبث تعبث بشؤنها الداخلية والخارجية»، على حد قولها.
موقف الشرق
لكن موقف الحراك الانفصالي من كييف والرئيس بوروشينكو قد لا يبشر بانفراج قريب، بل ربما بتعقيدات أكثر للأزمة، لاسيما وأنه موقف يعكس اتساع الهوة بين الطرفين.
آندريه شاب التقيناه يوم الأمس في دونيتسك، قال إن على الرئيس أن يقدم تنازلات كبيرة للشرق تتعلق بالصلاحيات والخصوصية الثقافية والتاريخية المرتبطة بروسيا، وإلا فإنه لن يعود إلى أوكرانيا مجددا، برأيه.
وبدورها اعتبرت الشابة لودميلا أن بوروشينكو ليس رئيسا شرعيا، وقالت: «لم ينتخبه الدونباس (الإقليم الشرقي الذي يضم منطقتي دونيتسك ولوهانسك)، وهو يؤيد العمليات العسكرية ضدنا، فكيف نعترف به ونعول عليه».
أما موقف الانفصاليين الرسمي فعبر عنه دينيس بوشيلين رئيس المجلس الاستشاري لما يسمى بجمهورية دونيتسك الشعبية، وقال لنا إن «الحوار مع الرئيس الأوكراني ممكن، ولكن شريطة وقف العمليات العسكرية ضد الشرق، والاعتراف بدونيتسك كجمهورية مستقلة»، الأمر الذي ترفضه كييف جملة وتفصيلا.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022