إقليم شبه جزيرة القرم يشهد اليوم إجراء استفتاء شعبي سيحسم مصيره، بين الاستمرار بحكم مستقل ضمن حدود الدولة الأوكرانية، أو كامتداد للأراضي الروسية.
دخلنا "حدود القرم" الشمالية قادمة من العاصمة كييف، لتبدأ أجواء الاستعدادات للاستفتاء بالظهور، فالتفتيش دقيق على معظم القادمين، خشية وقوع عمليات استفزازية أو إرهابية، كما قال أحد الضباط لنا.
الانتشار الأمني واضح ومكثف اليوم في محطة القطار وغيره من المركز الحيوية والمباني الحكومية ومراكز الاستفتاء، وحديث الناس يتركز على عمليات التصويت واستشراف المرحلة المقبلة.
داخل مراكز التصويت بالعاصمة سيمفيروبل يصف بعض المراقبين الإقبال بالجيد، ويقرون بأن معظم المصوتين هم من ذوي الأصول الروسية، خاصة بعد أن أعلن مجلس شعب تتار القرم مقاطعته للاستفتاء، وهو أبرز مؤسسة تترية ذات طابع سياسي في البلاد.
تحدثنا مع بعض المصوتين، فأكد معظمهم أنهم صوتوا لصالح ضم القرم إلى الأراضي الروسية، ومنهم المعلمة أولغا، التي قالت إن صوتت للحفاظ على لغتها وهويتها وثقافتها المتصلة بروسيا، التي أرادت سلطات كييف تشويهها بضم البلاد إلى الغرب، على حد قولها.
وكان رئيس الوزراء القرمي سيرغي أكسينوف قد قال بعد الإدلاء بصوته اليوم إنه متأكد أن نتائج الاستفتاء ستكون لصالح الانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا.
وتأكدا لتصريح أكسينوف والمزاج العام بين ذوي الأصول الروسي في القرم، تجوب شوارع المدينة أرتال من السيارات التي ترفع الأعلام الروسية والقرمية، فرحة بنتائج متوقعة ستخرج القرم من التبعية لكييف، وإن كانت ستعلن رسميا خلال يوم أو يومين.
ولاء جديد
تجولنا في شوارع المدينة، لنلمس يقينا لدى الغالبية بأن مصير القرم قد حسم، وأنه بات قاب قوسين أو أدنى من التبعية لروسيا، مع بقاء حالة الانقسام إزاء الاستفتاء بين بعض فئاته العرقية.
يقين الحسم تدعمه إعلانات تحث على التصويت لصالح الانضمام لروسيا، والانفصال عن أوكرانيا "الفاشية"، وكذلك أعلام روسيا التي رفعت بدلا عن العلم الأوكراني في كل مكان.
الطبيب أليكساندر قال إنه روسي الأصل، لكنه لم يشعر أبدا بأنه غريب في القرم بين الأوكرانيين والتتار، ولكنه صوت للانضمام إلى روسيا، لأنه لا يصدق وعود الغرب، ولا يعترف بشرعية السلطات الجديدة في العاصمة كييف "المعادية لروسيا والروس في أوكرانيا".
وقرب المسجد الكبير بسيمفروبل، تحدثنا مع الطالب التتري سيد أميتوف، فقال إنه اليوم يوم حزن بالنسبة للتتار، وإنه يشعر أن مصير القرم يدار ويوجه من الخارج نحو المجهول، مشيرا إلى تخوف تتري من اضطهاد سيمسهم ويمس غيرهم من الأقليات التي عارضت وقاطعت الاستفتاء.
يذكر أن نسبة تتراوح بين 50-60% من إجمالي عدد سكان الإقليم البالغ نحو 2.5 مليون نسمة تنحدر من أصول روسية، بينما تبلغ نسبة التتار نحو 15-20%، وتقارب نسبة الأوكرانيين 30%.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022