محمد صفوان جولاق – رئيس التحرير
خرج الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش يوم الأمس في ثاني مؤتمر صحفي له منذ أن اختفى وغادر البلاد إلى مدينة روستوف على نهر الدون في روسيا.
مؤتمر يانوكوفيتش كان مقتضبا، ولم يتضمن أسئلة وأجوبة، فكانت كلماته أشبه ببيان أكد من خلاله يانوكوفيتش أنه الرئيس الشرعي لأوكرانيا الذي سيعود قريبا، وأنه لا يعترف بشرعية الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في الخامس والعشرين من شهر أيار/مايو المقبل.
وأكد المعزول أيضا أنه لا يعترف بجميع القرارات الصادرة عن "سلطات العصابة" التي استولت على الحكم، على حد وصفه، كما لا يعترف بالأجهزة الأمنية وغيرها التي استحدثتها، داعيا قوات الأمن إلى عصيان الأوامر.
ونأى يانوكوفيتش بنفسه عن "ضربة قوية" سيتعرض لها اقتصاد الأوكرانيين قريبا، محملا "العصابة" المسؤولية، ومعتبرا أنها قسمت الأوكرانيين، وتهدد بإشعال حرب أهلية في البلاد، داعيا الولايات المتحدة إلى مراجعة دعمها لها، لأن ذلك يخالف التشريعات الأمريكية، على حد قوله.
ردود الفعل
مرت الساعات بعد المؤتمر دون أي تعليق من قبل المسؤولين الأوكرانيين على تصريحات يانوكوفيتش، ما عكس عدم اكتراثهم به وبتصريحاته، كما يرى مراقبون.
التعليق الوحيد جاء على لسان آنا غيرمان النائبة البرلمانية عن حزب الأقاليم (وهو حزب يانوكوفيتش) والمستشارة السابقة له، إذ دعته إلى زيارة عاجلة للقرم قبل موعد الاستفتاء على انفصاله وضمه إلى الأراضي الروسية في السادس عشر من الشهر الجاري، في إشارة إلى شعبية يانوكوفيتش في الإقليم الذي رفض عزله وتغير السلطات في كييف.
أما المحتجون المستمرون بالاعتصام في ميدان الاستقلال وسط العاصمة، فسخروا من مؤتمر يانوكوفيتش، وهتفوا ضده وضد "عصابته الحاكمة" أيضا.
أي جديد؟
ويرى البعض أن ظهور يانوكوفيتش لم يحمل أي جديد، لكن حمل مؤشرات لها أهميتها في المرحلة الراهنة، التي تستعد فيها البلاد لحرب محتملة مع روسيا.
أليكسي غاران رئيس مركز التحليل السياسي في كييف قال إنه لا يستبعد أن يكون ظهور يانوكوفيتش جاء بتوجيه من روسيا كوسيلة لديها الآن، لأنه حمل بشدة على السلطات الجديدة دون أي مقدمات أو متغيرات طرأت لتبرر ظهوره، ولأنه أنهى كلمته وانصرف رافضا الإجابة على أي سؤال، كي لا يعطي أية معلومات إضافية.
واعتبر أن تصريحات يانوكوفيتش تهدف مباشرة إلى قلب الرأي العام ضد السلطات، وتحميلها مسؤولية الأعباء الاقتصادية والتوتر مع روسيا، لـ"يظهر نفسه كبطل، مع أنه أحد الأسباب الرئيسية لما حدث ويحدث، وهذا بات معروفا لدى العامة".
ولم يستبعد إيغور كوهوت رئيس مركز "التشريع السياسي" أن يكون هدف مؤتمر الأمس هو ثني الغرب عن دعم السلطات الأوكرانية، مشيرا إلى أن يانوكوفيتش استخدم ثلاث مصطلحات لذلك، فهو الرئيس الشرعي، وهي العصابة، ودعمها لا يعترف به، وهذا قد يدفع بعض الدول الأوروبية لمراجعة الدعم في ظل التصعيد العسكري الروسي أيضا.
لكن كوهوت في الوقت نفسه رأى أن هذا الهدف صعب التحقيق، فالأوروبيون والأمريكيون حسموا أمرهم، ولم يعد يانوكوفيتش رئيسا بالنسبة لهم.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022