محمد صفوان جولاق – رئيس التحرير
حراك سياسي حثيث وإجراءات متسارعة شهدها إقليم شبه جزيرة القرم لتنظيم استفتاء تقرير مصيره، بدءا من عزل الحكومة وتعيين أخرى موالية لروسيا قبل أسبوعين، دعت مباشرة إلى الانفصال عن أوكرانيا، ثم حددت موعد الاستفتاء مع نهاية الشهر الجاري، وعدلته إلى يوم الأمس، ليتم فعلا.
وقبل الإعلان عن نتائج الاستفتاء الرسمية، أعلن رئيس الحكومة القرمية الجديد سيرغي أكسينوف "النصر" من على منصة نصبت للاحتفال في ساحة لينين وسط العاصمة سيمفروبل، واصفا الاستفتاء بأنه "عودة إلى روسيا الوطن".
وأمام المئات من أنصار الانفصال عن أوكرانيا في الساحة، أعلن أكسينوف أنه سيتوجه اليوم الاثنين على رأس وفد قرمي إلى موسكو، ليطلب من مجلس الدوما الموافقة على ضم القرم إلى الأراضي الروسية.
نهاية النجاحات
ويرى مراقبون أن نجاحات إقدام السلطات القرمية الموالية لروسيا ستتوقف بعد الإعلان عن نتيجة الاستفتاء والانفصال عن أوكرانيا، وأنها قد تصطدم قريبا جدا بواقع جديد صعب.
تحدثنا إلى النائب القرمي فلاديمير كازارين، الذي أشار إلى أن مجلس الدوما قد يرفض ضم الإقليم إلى روسيا حتى لا يزيد من الغضب العالمي ضدها، وإن كان ذلك مستبعدا، "فالروس حققوا ما يريدونه حتى الآن بجعل القرم منطقة نفوذ لهم بالكامل دون ضمه وتحمل أعبائه" على حد رأيه.
ويضيف كازارين أنه حتى لو انضم القرم إلى روسيا، فإن سلطاته ستواجه حقيقة أن القرم مرتبط ارتباطا وثيقا بأوكرانيا في جميع نواحي الحياة والخدمات، كإمدادات الماء والكهرباء والغاز، إضافة إلى شبكات الاتصالات والبنوك والأرصدة، وبالتالي فلن يستطيع وقف الاعتماد عليها سريعا، وإلا انهار تماما.
عدم الاعتراف
ولعل أبرز تحد أمام السلطات القرمية الجديدة هو مواجهة شبح عدم اعتراف معظم دول العالم بالاستفتاء ونتائجه، وبالقرم كجزء من الأراضي الروسية.
فالولايات المتحدة أكدت أنها لن تعترف وحلفاؤها بنتائج الاستفتاء، وكذلك أكد الاتحاد الأوروبي، ما دفع رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسنيوك للقول: "القرم يسير على الخطى الأبخازية، فلن تعترف به إلا بضع دول، وقد تضاف إليها سوريا وكوريا الشمالية".
وبالفعل، أعلنت أمريكا وعدة دول أوروبية عدم الاعتراف باستفتاء القرم، وانضمت إليها سريعا اليوم اليابان وكندا، في حين لم تعلن أي دولة اعترافها.
عدم الاعتراف بالقرم يعني دخوله في عزلة دولية تشكل ضربة قوية لاقتصاده وحركة أبنائه، لكن السلطات فيها لا تعير ذلك أي اهتمام على ما يبدو، في ظل وعود روسية بدعم اقتصاده وتعويضه، ليبقى الجدل حول هذا الشأن وتزداد حدته.
وحول هذا الجدل قال وائل العلامي مدير مركز "الرائد" الإعلامي في أوكرانيا إن روسيا معنية باستقرار القرم ودعمه، لأنه بات قاعدة كبيرة لها في المنطقة عمليا، وبالتالي قد لا يحذو حذو أبخازيا "المعدمة" على حد قوله.
وأضاف مكملا: "روسيا هي الرابحة حتى لو تحول القرم إلى دولة معزولة فقيرة ومتوترة وفق سيناريو آخر، لأنها ستظل باقية فيه آنذاك بحجة حماية رعاياها".
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022