محمد صفوان جولاق – رئيس التحرير - خاركيف
بعد استفتاء القرم وضمه إلى الأراضي الروسية من قبل موسكو، تتوجه الأنظار إلى مدن شرق أوكرانيا، التي تشهد منذ أسابيع حراكا يطالب أيضا بالانضمام إلى الاتحاد الروسي، وآخر يحمل بشدة على موسكو، ويؤيد التقارب مع الاتحاد الأوروبي.
زارنا مدينة خاركيف شرق البلاد، وهي المدينة التي تشهد أكثر الحراك زخما، وشهدت اقتحام عدة مقرات حكومية رفعت عليها الأعلام الروسية، كما قتل وجرح فيها عدة نشطاء إثر إطلاق حدث من قبل مجهولين الأسبوع الماضي.
ساحة الحرية في وسط المدينة، أو ساحة لينين كما تسمى غالبا، باتت مركزا لحراك المطالبين بالانضمام إلى روسيا، تضم المئات منهم أسبوعيا، عل بعد مئات الأمتار من مركز حراك المؤيدين لسلطات كييف والتقارب مع أوروبا.
يطوق الفريق الأول تمثال الزعيم السوفييتي، واضعين حوله شعارات ضد الفاشية، في إشارة مباشرة إلى سلطات كييف، التي يتهمونها بمعاداة روسيا والروس، ويهتفون ضدها معتبرين أنها انقلابية غير شرعية استولت على الحكم.
استفتاء
واللافت في حراك المؤيدين لروسيا أنه بدأ خطوات عملية نحو إجراء استفتاء على غرار النموذج القرمي، بتحديد وطباعة أسئلته والترويج لها، وسط حراك سياسي يخدم هذه التوجه.
إيغور ماسولوف النائب في مجلس مدينة خاركيف المحلي قال إنه يحق لسكان شرق أوكرانيا تقرير مصيرهم ورسم مستقبلهم، ودون موافقة السلطات غير الشرعية في كييف.
لكن ماسولوف قال إن الاستفتاء المزمع إجراؤه لن يكون على ضم خاركيف وغيرها من المدن إلى روسيا، بل على حكم ذاتي خاص بها، وعلى أن تكون اللغة الرسمية لغة رسمية فيها، وكذلك على عدم الدخول في حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وقال إن أولوية الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية والحقوقية وغيرها الآن التوحد لإجراء هذا الاستفتاء قبل موعد الانتخابات الرئاسية في الخامس والعشرين من شهر آيار/مايو، وهذا ما يتم العمل عليه حاليا بصعوبة بسبب الخلافات بينها، متوقعا تشكيل حزب يضم جميع الراغبين "بمنع الفاشيين من احتلال خاركيف مرة أخرى".
حراك مصطنع
على الطرف النقيض ينظر المؤيدون للسلطات وأوروبا بعين الشك إلى فرقائهم، معتبرين أن ما يحدث حراك مصطنع هدفه فصل شرق أوكرانيا عن البلاد، أو الاستحواذ على النفوذ فيه من قبل روسيا.
أندريه أحد نشطاء التأييد في الـ"يورو ميدان" بخاركيف، قال إن قادة "الحراك الانفصالي" في خاركيف هم غالبا ممن تلطخت أيديهم بعمليات فساد لا يريدون أن تكشف، أو من أحزاب شيوعية لا ترى أي مستقبل مشرق بمعزل عن روسيا، ومنها تتلقى الأوامر والتوجيهات.
وقال إن معظم المؤيدين لهذا التوجه هم من كبار السن الذين يحنون إلى أيام لن تعود، ازدهرت فيها الحياة وسهلت ضمن الاتحاد السوفييتي، مؤكدا أن آلاف الشباب الروس عبروا الحدود للمشاركة في هذا الحراك، والعمل على إثارة الشغب والفوضى، على حد قوله وقول مسؤولين في العاصمة كييف.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022