المدرسة "المحمدية".. أشهر مؤسسة تعليمية في روسيا القيصرية

أحد الدروس عام 1907 في المدرسة المحمدية بقازان
نسخة للطباعة2020.12.07

د. أمين القاسم - باحث في تاريخ المنطقة

تأسست عام 1882 على يد العالم والناشط التتري عالم جان البارودي (1857- 1921) بمدينة قازان بتتارستان، وسميت "المحمدية"، نسبة إلى والده التاجر محمد زين غالييف، الذي مَوّل بناء المدرسة.

درّس في"المحمدية" مجموعة من العلماء التتار، وقام البارودي بتأليف وإعداد وتطوير مناهجها الدراسية، وكان يُدرّس فيها منذ تأسيسها إضافة للعلوم الشرعية واللغة العربية مواد: الجغرافيا والرياضيات والأحياء والفيزياء واللغة الروسية وغيرها، وكان عدد المعلمين في المدرسة للعام الدراسي 1913- 1914 عشرون معلماً، كما وصل عدد الطلبة في بعض الأعوام إلى 500 طالب في العام. وفي عام 1890 افتُتح مبنى آخر -بإدارة زوجة البارودي- كمدرسة خاصة للبنات تابع للمدرسة المحمدية.

مبنى المدرسة الأساسي كان مؤلفاً من طابق واحد عند تأسيسه، وفي عام 1901م أضيف له طابقين اثنين ليصبح المبنى بثلاث طوابق، في أحدها سكن للطلبة وبعض المدرسين. وكان يتبع المدرسة عدد من الأوقاف الإسلامية من بيوت وأراض ومحلات.

بعد الثورة الشيوعية أُغلقت المدرسة عام 1918م، وصودرت أبنيتها وأوقافها، واستخدم المبنى لأغراض متعددة ثم حوّل لمدرسة صناعية.

افتتحت المدرسة من جديد في أكتوبر عام 1993م، وتم استعادة المبنى جزئيا عام 1994م، ثم كاملاً عام 1997م، وما تزال المدرسة قائمة إلى اليوم تؤدي دورها في تعليم الإسلام واللغة العربية وإعداد الأئمة والدعاة.

خلال 36 عاما الأولى من عمر المدرسة المحمدية، درس وتخرّج منها آلاف أئمة المساجد والطلبة من قازان وأوفا وساراتوف وسيبيريا ووسط آسيا، منهم شخصيات تترية كان لها دور في مجالات الأدب والسياسة والثقافة والاقتصاد والعلم الشرعي.

والمدرسة المحمدية كانت موضع تقدير واحترام في روسيا القيصرية، وهي اليوم كذلك، وقد تركت أثراً إيجابيا كبيراً في تاريخ النهضة الثقافية للشعب التتري المسلم.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

أوكرانيا برس

العلامات: 
التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022