عرب مروا من مدينة كييف 3.. توفيق جبرائيل كوزما

نسخة للطباعة2020.09.23

د. أمين القاسم - باحث في تاريخ المنطقة

توفيق كوزما (1882- 1958م): مؤرخ ومستعرب وأديب، ولد في دمشق لأسرة مسيحية، ثم انتقل إلى مدينة الناصرة في فلسطين، ودرس هناك في "السيمنار الروسي" من عام 1892- 1896م.

قَدِم توفيق كوزما (أو كيزما كما يلفظ بالروسية) للدراسة في السيمنار الديني بمدينة كييف من عام 1896- 1902م، ثم درس في أكاديمية كييف الدينية من عام 1902- 1906م، ليبدأ التدريس بعد تخرجه، ويصبح معلما للغتين العربية والتركية في جامعات كييف: جامعة القديس فلاديمير الإمبراطورية (لاحقا جامعة كييف الوطنية تاراس شفتشينكو)، ومعهد كييف التجاري، ومعهد الشرق الأوسط (معهد العلاقات الدولية).

في عام 1914م تم ابتعاثه إلى بلاد فارس لدراسة اللغة الفارسية، وبعد الثورة البلشفية عام 1917م تعرض للمضايقة من جانب الشيوعيين، ففُصل من عمله عام 1926م، ثم اعتُقل عام 1938م وسجن حوالي نصف عام بتهمة التجسس في الإتحاد السوفيتي لصالح دولة أجنبية.

أصبح توفيق كوزما بروفيسورا عام 1948م ، وخرج على التقاعد عام 1952م.

عاشت أخته وزوجها في الناصرة وكذلك أخويه جبران واسكندر وكان يتردد على زيارتهما بين عام وآخر.

كان توفيق أرثوذوكسيا متدينا محبا للعلم والمعرفة، وقد ترجم للغتين الروسية والأوكرانية عددا من الكتب، وحقق بعض المخطوطات العربية المحفوظة في مكتبات ومتاحف أوكرانيا وروسيا.

توفيق كوزما كان صديق وأستاذا لكل من المستشرقين الشهيرين: الأوكراني آغاتانغيل كريمسكي والروسي كراتشكوفسكي، وتخرج على يديه الكثير من المستشرقين والسياسيين الأوكران أشهرهم يوري كوتشيبي الأكاديمي والمستشرق وأول سفير لأوكرانيا في فرنسا؛ وكان لكوزما رسائل مع الأديب اللبناني الشهير ميخائيل نعيمة، الذي درس علم اللاهوت في مدينة بولتافا بأوكرانيا.

كان لتوفيق كوزما بصمات في تطوير مدرسة الاستشراق في أوكرانيا. توفي ودفن في كييف، وقبره موجود في مقبرة "بايكوفي".

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

أوكرانيا برس

العلامات: 
التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022