فشلت المفاوضات بين تركيا وروسيا.. لنراقب استعراض العضلات...

نسخة للطباعة2020.06.18

إيليا كوسا - خبيرة في "المعهد الأوكراني للمستقبل"

فشلت المفاوضات بين تركيا وروسيا ولن تعقد القمة؛ وبعد هذا مباشرة، بدأت عمليات مثيرة للاهتمام حول ليبيا وسوريا، التي كان من المفترض أن يناقشها الطرفان في تلك المحادثات.

بحسب المصادر التركية، تستعد وحدات حكومة الوفاق الوطني في طرابلس لعملية عسكرية جديدة للاستيلاء على مدينة سرت. هذا يفسر فشل المفاوضات التركية الروسية.

تنشر المصادر التركية نفسها معلومات حول أن روسيا لم تعد تثق بخليفة حفتر، وأنها موافقة على فكرة "التخلص منه" واستبداله بمن هو أكثر إيجابية وميال إلى المفاوضات. يذكر اسم عقيلة صالح رئيس البرلمان الشرعي الليبي في طبرق.

بالتزامن مع ذلك، يتأزم الوضع العسكري في شمال غرب سوريا. تستعد القوات الحكومية، بدعم من الاتحاد الروسي للقيام بعملية طال انتظارها ضد المسلحين، تهدف إلى الاستيلاء على الجزء الجنوبي من محافظة إدلب، الواقعة جنوب الطريق السريع "إم 4" الرابط بين حلب واللاذقية، والذي جعلته تركيا وروسيا في آذار/مارس الماضي "منطقة منزوعة السلاح".

رداً على ذلك، يجري تعزيز حشود القوات التركية في إدلب نفسها، حيث يتواصل نقل المعدات والعسكريين يوميا إلى هناك. 

بدأ الأتراك يستولون على الحواجز المقامة على طول الطريق السريع إم 4 واحدا تلو الآخر سعيا لتحريرها الكامل من أجل تنفيذ الاتفاقيات الروسية التركية، والتي سيطرت عليها مجموعات إدلب المتفلتة.

بشكل غامض، بدأ قتل قادة الجماعات المختلفة المناهضة للحكومة، الذين يعارضون بطريقة أو بأخرى الاتفاقات الروسية التركية ويرفضون انسحاب المقاتلين من قرب الطريق السريع إم 4.

هكذا قتل اثنان من قادة القاعدة أمس، بينهم خالد العاروري، مؤسس جماعة "حراس الدين" وزعيمها الأول. فيما فتح مجهولون النار على اثنين من قادة الجماعات الموالية لتركيا من جبهة التحرير الوطني ما أدى إلى  مقتلهما.

أنا عموما، أرى الوضع على النحو التالي:

أردوغان لم يرغب في الاستسلام ببساطة، وقرر القيام بمحاولة أخرى للاستيلاء على مدينة سرت في شمال شرق ليبيا من أجل تعزيز موقعه التفاوضي و ليصبح القوة المهيمنة في هذا البلد من خلال السيطرة على "الهلال النفطي".

تنظر روسيا إلى هذا بامتعاض كبير، ولكنها من خلال عدم إصدارها أي تصريحات حادة حول هذا الموضوع، تترك المجال للمفاوضات، فهي مستعدة عموما للاتفاق حول سرت ومستقبل خليفة حفتر، الواقف الآن على شفير الهاوية.

بما أن ليبيا وسوريا تناقشان مؤخراً في حزمة واحدة، فإنه من الممكن أن تكون الإتفاقات الإقليمية بين أنقرة وموسكو مرتبطة ببعضها أيضا.

سرت وحفتر وإدلب والأكراد السوريون وشرق المتوسط، يمكن أن يكون كل هذا في حزمة واحدة، التي كان من المقرر بحثها في المفاوضات.

ربما تبارك تركيا والاتحاد الروسي إجراء عمليات عسكرية جديدة في سوريا وليبيا، و من بعدها سيران كيف ستترتب الأمور، ليحددان موقفهما وفقا لنتيجتها.

على هذه الخلفية، وما دام أردوغان وبوتين يبحثان تبادل سرت وإدلب، ظهرت في الصحافة الناطقة بالعربية تقارير تفيد أن السعودية والإمارات تضغطان على مصر للتدخل في الصراع في ليبيا، ولتقدم دعما عسكريا مباشرا لحفتر في سرت.

القاهرة لا ترغب في فعل ذلك خوفا من العواقب الاجتماعية والاقتصادية السلبية وتقويض هيبتها في نظر الليبيين، الذين قد لا يتقبلون تدخلا أجنبيا آخرا.

أما في شرق البحر الأبيض المتوسط، تتجيش العواطف حول مشاريع الطاقة الأوروبية والإسرائيلية واليونانية التي تعرقلها تركيا، وأيضا حول الحدود المتنازع عليها بين اليونان وتركيا، ما أدى إلى أن يتبادل البلدان تهديدات غير مسبوقة، في حين أن باريس تتهم تركيا مباشرة بانتهاك حظر إدخال الأسلحة إلى ليبيا.

يبدو أن هذا الأسبوع سيكون مشوقا…

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس

العلامات: 
التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022