الصين أم أمريكا.. من المستفيد من فيروس كورونا؟

نسخة للطباعة2020.04.16

دميترو فورونكوف - محلل سياسي 

وصف دونالد ترامب الادعاءات بمعرفته المسبقة بالفيروس التاجي في ووهان، وبالتهديدات المحتملة التي سيشكلها، حتى قبل تفشي الوباء، بالكاذبة.

أذكر أن القناة التلفزيونية "إي بي سي" ​​نقلت عن مصادر استخباراتية أمريكية، أن المركز الوطني للاستخبارات الطبية التابع لاستخبارات وزارة الدفاع الأمريكية حذر البيت الأبيض من تأثيرات فيروس كورونا المدمرة، سواء على صحة الإنسان أو على قطاع الأعمال، منذ تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي.

بالطبع، لا أستطيع أن أجزم إن كان الأمر صحيحا أم لا؛ ولكن لو نظرنا بموضوعية إلى الوضع القائم، فإن الصمت حول تهديدات الفيروس كان مفيدا للبيت الأبيض لسببين.

السبب الأول، هو حملة الرئيس ترامب الانتخابية

قدم الوباء "فرصة ذهبية" لتعزيز شعبية ترامب، التي ارتفعت إلى مستويات غير مسبوقة بعد سلسلة من الخطوات التي اتخذها، مثل دعم قطاع الأعمال وشراء النفط الرخيص وتقديم الدعم المالي للمواطنين، وما إلى ذلك. 

بعبارة أخرى، تبين أنه من الممكن استخدام الوباء لأغراض سياسية، بما أن الانتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية  ينبغي أن تجرى في خريف هذا العام.

السبب الثاني، هو المنافسة الاقتصادية مع الصين

الولايات المتحدة مهتمة بتحجيم الاقتصاد الصيني ومنع بكين من الاستحواذ على الموقع الأول في العالم.

بعد تفشي جانحة كورونا، عانت الصين من خسائر اقتصادية قياسية، حيث انخفض الإنتاج الصناعي فيها بمعدل سنوي بلغ 13.5%، وانخفضت تجارة التجزئة بنسبة 20.5%، وتراجع الاستثمار في الأصول الثابتة بنسبة 24.5%. 

تطالب الولايات المتحدة الآن الصين بالتعويضات، كونها مصدرا للفيروس، وإلا فإن البيت الأبيض يهدد بفرض العقوبات. 

على خلفية الوضع الاقتصادي الصعب، ستضطر الصين لتقديم أية تنازلات لكي لا تعقد الوضع، ولكي تتحاشى على وجه الخصوص استئناف الحرب التجارية مع الولايات المتحدة. 

أذكر هنا، أنه وقّع فقط على اتفاق بشأن المرحلة الأولى من الصفقة لتسوية الخلافات التجارية الثنائية. بما أن القضية لم تغلق بعد، فإن تسوية النزاع نهائيا لم تنتهي أيضا. أي أن الولايات المتحدة قد تضع شروطا ملائمة أكثر لها خلال المفاوضات اللاحقة مع الصين حول خلافاتهما التجارية.

أما السؤال عما إذا كان ترامب قد علم بخطر تفشي الفيروس في الصين فيبقى مفتوحا، لكن الجائحة الجيوسياسية بدت مفيدة لواشنطن، في حين  تبدو الصين أكبر الخاسرين في هذه اللعبة.

قناة "أوكرانيا برس" على "تيليغرام": https://t.me/Ukr_Press

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - "كوريسبوندينت"

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022