مدرسة أوكرانية تدمج أطفالا معوقين في حصص لتعليم الكاراتيه

نسخة للطباعة2016.05.22

يعاني فوفا ابن الأعوام الستة المصاب بمتلازمة داون صعوبات في التعبير، غير أنه يبدو مرتاحا للغاية خلال مشاركته في حصة لتعليم رياضة الكاراتيه في العاصمة الأوكرانية كييف في تحد لتهميش مزمن يطال الأطفال المعوقين في هذا البلد السوفياتي السابق.

هذا الطفل جزء من مجموعة صغار يتدربون على هذا الفن القتالي في العاصمة الأوكرانية.

وتروي والدته مارينا لدى مساعدتها اياه على ارتداء قميصه الرياضي "هو لا يتحدث جيدا طوال الوقت لكنه ينجح في افهامنا برغبته في المشاركة بحصص تعليم الكاراتيه".

وتضيف "هو يستيقظ صباح كل يوم ويشعر بالسعادة لأنه يعلم أنه ذاهب للمشاركة في التمرين خلال المساء".

وتقام الحصص في قاعة للرياضة تابعة لمدرسة في كييف. وهذا المكان هو من بين المواقع النادرة في أوكرانيا حيث يمكن لطفل في حالة فوفا التفاعل مع أطفال غير مصابين بمتلازمة داون (التثالث الصبغي 21)، وهي مشكلة في الصبغيات تتسبب بتأخر ذهني.

ولنمو الطفل المعوق، يتعين عليه اللعب مع أطفال غير مصابين بهذه المتلازمة بحسب تأكيدات الأهل.

لكن في أوكرانيا، يتم استقبال هؤلاء الأطفال الذين يعانون من متلازمة داون داخل صفوف خاصة. ومن الصعب جدا الحصول على كل التصاريح اللازمة لانشاء مجموعات مختلطة كما أن هذه العملية تتسم ببيروقراطية معقدة تثبط عزيمة كثيرين.

غير أن المدرسة التي زارتها وكالة فرانس برس في كييف قررت ببساطة تجاهل هذه القيود على رغم اشتراط مديرها التكتم عن هوية المؤسسة وموقعها.

وتؤكد ناتاليا وهي مدربة في المدرسة في الثامنة والأربعين من عمرها "اتحمل مع الأهل المسؤولية كاملة" عن هؤلاء الأطفال.

- نقص في الحصص -

وقد أطلقت المدرسة حصصها التدريبية للأطفال المصابين بمتلازمة داون في سنة 2013. وفي العام 2015، بدأت هذه المؤسسة بإقامة حصص مختلطة وباتت تضم ستة أطفال يعانون هذه المتلازمة.

وتشير المدربة إلى أن "مثل هؤلاء الأطفال يعانون العزلة في أوكرانيا. فهم لا يتعايشون مع الآخرين، إلا عبر أهلهم أو من خلال مدارس خاصة يكونون فيها محاطين بأطفال آخرين في الوضع عينه".

وتلفت إلى أن وجود أطفال آخرين اثبت جدواه إذ أن الأطفال المشاركين في حصصها أحرزوا تقدما كبيرا على المستوى الجسدي ونموا اهتماما حقيقيا بالرياضة، حتى أن البعض يشاركون في مسابقات على غرار الأطفال الآخرين.

غير أن والدة فوفا يساورها قلق مستمر يتعلق برد فعل أهل الأطفال الآخرين. وتقول "عموما، يشعر أهل الاطفال +الطبيعيين+ بالخوف من وجود أولاد مصابين بالمتلازمة في الصفوف. هم لا يدركون أن هؤلاء الأطفال لطفاء حقا" وغير مؤذيين إذ أن "قلة من الأشخاص في بلدنا يعلمون للأسف بماهية هذه المتلازمة".

وتشكو ليودميلا وهي والدة طفل آخر من نقص الفرص المتاحة للأطفال المصابين بمتلازمة داون.

وتقول "طفلي يعاني فرط الحركة. عندما كان في روضة الأطفال، لم يكن لديه أي مكان ليوظف فيه كل طاقته".

وتضيف هذه الوالدة "كنت أرغب في ارساله لتعلم الرياضة في وقت أبكر غير أننا لم نجد حصصا".

وتوضح ليودميلا أنها امضت اشهرا في البحث عن مكان يتيح لابنها دنيس البالغ عشر سنوات التدرب على ممارسة نشاط جسدي. حاليا يحرز ابنها تقدما في رياضة الكاراتيه. وهو سعيد بذلك وأمه راضية عن النتيجة.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

AFP

العلامات: 
التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022