قرى بشرق أوكرانيا تنتقل من هيمنة طرف إلى سلطة آخر

نسخة للطباعة2016.01.04

لا يتحرك المتقاتلون في شرق أوكرانيا المتمرد من مواقعهم ولا تتعرض الهدنة للخرق، كما تفيد البيانات الرسمية، إلا أن عددا كبيرا من القرى انتقل من دون قتال من سلطة طرف إلى هيمنة آخر في الأسابيع الأخيرة مما أثار قلق سكانها ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

فقد عاد العلم الأوكراني الأزرق والأصفر قبل فترة الى قرية بافلوبيل الواقعة جنوب خط الجبهة بعدما بقيت طوال أشهر في المنطقة "الرمادية" أي بين الأراضي التي يسيطر عليها الجيش الأوكراني والمتمردون. وكانت عمليات تسليم سكانها المواد الغذائية توقفت وقطعت عنها المياه.

وفي بداية كانون الأول (ديسمبر)، تمركز فيها جنود أوكرانيون "وبدأوا بنقل مؤن مجانا" إلى السكان، كما قالت نتاليا ايفانيفانا التي تملك متجرا صغيرا وانشغلت بتوزيع هذه المساعدة الإنسانية من الخبز ومياه الشرب واللحوم المعلبة... على القرويين.

وبعد أسابيع، اعلنت كييف دخول متمردين مدججين بأسلحة ثقيلة الى قرية كومينترنوفي، الواقعة في المنطقة "الرمادية" أيضا، وتبعد عشرة كيلومترات عن بافلوبيل. ونفت السلطات الانفصالية ذلك، لكن مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ذكروا انهم رأوا "اثارا حديثة العهد لمرور آليات نقل المشاة والدبابات".

تخوف من استئناف أعمال العنف:

وأكد سكان لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن متمردين مسلحين دخلوا هذه القرية في 22 كانون الأول (ديسمبر) ولم يغادروها إلا بعد يومين، قبل ساعات من وصول فريق منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وقال الكسندر هيغ نائب رئيس فريق منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في أوكرانيا، أن "ما حصل في كومينترنوفي هو انتهاك صريح لاتفاقات مينسك" للسلام. وأضاف أن "الطرفين انتهكا وقف اطلاق النار". وانتقد أيضا "تحركات" القوات في بافلوبيل.

وأضاف هيغ "استخدمت أسلحة لاستعادة السيطرة على مناطق كانت خالية من أي وجود مسلح"، لذلك "سيحمل استخدام الأسلحة الطرف الآخر بالتأكيد على الرد الذي يؤدي الى تصعيد".

وردًا على استيضاح وكالة فرانس برس، اعتبر مسؤول أوكراني كبير في الأجهزة الأمنية طالبا التكتم على هويته، أن مجيء المتمردين الى كومينترنوفي كان "ردا" على عملية الأوكرانيين في بافلوبيل.

وأضاف هذا المسؤول أن الطرفين يحاولان أن يستعيدا بصمت وهدوء السيطرة على قرى خاضعة لسلطة كل منهما، كما تفيد اتفاقات مينسك، لكنها ما زالت حتى الآن مهجورة لأنها لا ترتدي أي أهمية عسكرية.

وهما يستفيدان من هدوء نسبي في المعارك التي أسفرت عما يفوق عن تسعة آلاف قتيل منذ اندلاعها في نيسان (أبريل) 2014. وقد نجم هذا الهدوء عن هدنة هشة بدأت في ايلول/سبتمبر وتخللتها أعمال عنف متفرقة، لكنها اقل حدة وكثافة.

وقال هذا المسؤول إن "قواتنا استعادت في كانون الاول (ديسمبر) السيطرة على سبع قرى" في الشرق ومنها بافلوبيل، لربط مواقعها الحقيقية بخط التماس الذي أوجدته اتفاقات السلام.

وأكد أن الانفصاليين قرروا، بعد انتقادات حادة من أنصارهم بسبب هذا "التقدم الذي أحرزه الأكرانيون" الدخول الى كومينترنوفي التي كانت تحت سيطرتهم بحكم القانون على اي حال.

وتقلق هذه التحركات سكان القطاع الذين يتخوفون من استئناف الاعمال العسكرية. واعتبر سيرغي شابكين عمدة بافلوبيل وقرية بيشتشكيف التي لا تزال القوات الاوكرانية منتشرة فيها، ان "تجنب استئناف المعارك، يحتم انتشار كتيبة لحفظ السلام في المنطقة الفاصلة".

وأضاف شابكين بينما كان يفرغ قوالب الخشب التي نقلها الصليب الأحمر إلى كومينترنوفي، أن التقاعس عن نشر قوة فصل "يمكن أن يؤدي الى حصول استفزازات" في كل مكان عندما يكون الطرفان "على مرمى القذائف".

وأوضحت ليوبوف بيليك المتقاعدة التي كانت تقف في الصف للحصول على بعض من هذه القوالب "اذا استؤنف القصف يكفي إطلاق رشق واحد (من قاذفة صواريخ متعدد الفوهات) لتدمير بيشتشفيك برمتها".

وأضافت بيليك "هذا لا يعني أننا لسنا ممتنين للجنود الأوكرانيين الذين ينقلون إلينا المواد الغذائية. هذه الحرب أتعبتنا". وهي تعاني من اضطرابات في النوم بسبب تبادل القصف المدفعي المنتظم بين المتحاربين بالقرب من قريتها.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

AFP

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022