في قرية زايتسيفي الأوكرانية.. الانفصاليون يحولون المدارس إلى ساحة حرب

إحدى مدارس قرية زايتسفي التي تعرضت للتخريب من قبل الانفصاليين
نسخة للطباعة2015.12.28

تعبر أوكسانا بويكو كل اسبوع محتمية بالجدران لتجنب أي رصاصة طائشة، خط الجبهة في الشرق الأوكراني الانفصالي الموالي لروسيا لتصل الى الجانب الآخر من قريتها من اجل تسلم الفروض المدرسية لأبنائها الثلاثة.

 وتعيش هذه السيدة البالغة من العمر 34 عاما في الشطر «الأوكراني» من قرية زايتسيفي المقسومة منذ ستة أشهر. وقد أغلقت المدرسة أبوابها لتتحول إلى مركز لاطلاق النار للمتمردين الموالين لروسيا الذين يخوضون منذ نيسان 2014 حربا ضد القوات الموالية لكييف أسفرت عن سقوط أكثر من تسعة آلاف قتيل حتى الآن.

وفي هذه البلدة التي تضم 300 نسمة وتعد من النقاط الساخنة في النزاع، لم يعد هناك خدمات ولا وسائل للنقل المشترك. وقد دمرت عدة منازل أو تحولت الى ثكنات لجنود من الطرفين.

وقالت أوكسانا وهي أم عزباء أمام منزلها «نحن لا نعيش بل نحاول تأمين بقاءنا». وليتمكن أبناؤها من مواصلة تعليمهم على الرغم من كل شيء، تعبر الحواجز للقاء المدرسين الذين يعيشون في منطقة المتمردين، وتجلب الفروض المدرسية لابنيها البالغين من العمر ثمانية وعشرة أعوام ولابنتها (12 عاما) ثم تقوم بمساعدتهم على كتابتها.

وبات المدرسون يعطون الدروس وفق المنهاج المدرسي الروسي الذي اعتمده الإنفصاليون، بينما يدرس أبناء أوكسانا المنهاج الأوكراني.

لكن التعليم ليس الهم الوحيد لأوكسانا التي لا تملك المال لشراء الأدوية لأطفالها.

مهدئات خلال إطلاق النار

تعيش اوكسانا في منطقة «رمادية» بين الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون وتلك الخاضعة للجيش الأوكراني ولا تملك الحق في أي مساعدة اجتماعية.

وتقول إن «الجنود يجلبون لنا الخشب للتدفئة والطعام» لكن ليست هناك ادوية. وتضيف «عندما يبدأ اطلاق النار لا شىء يهدىء من روع ابنتي الا المهدئات. أحد إبني خضع لعملية جراحية مؤخرا ويحتاج الى فيتامينات غير متوفرة لدينا»، مشيرة الى صبي يلهو بدراجة في باحة المنزل.

ولم يعد هناك اطباء مدنيون بل طبيب عسكري واحد يدعى سيرغي يستقبل أهل القرية في منزل تهدم نصفه. وفي هذه «العيادة» لا يتوفر سوى مقعد طويل وكرسي ومن المعدات الطبية ميزان حرارة وجهاز لقياس الضغط.

وسيرغي جندي أوكراني تم تجنيده في غرب أوكرانيا حيث كان يعمل طبيبا عاما. وهو يرفض ذكر اسم عائلته حتى لا تعرف مكان وجوده. ويقول إن «المسنين الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم هم الذين يأتون بكثرة».

ويضيف «أعطيهم أدوية من الاحتياطي المتوفر لدي لأنه لا يمكن شراؤها من أي مكان. واذا كانت الحالة خطيرة نقوم بنقل المرضى الى مستشفى في ارتيميفسك» المدينة التي تبعد خمسة كيلومترات عن القرية.

ويعالج طبيب القرية أيضا الجنود الجرحى في المعارك التي استمرت في القرية على الرغم من الهدنة السارية منذ ايلول. وقتلت امرأة في القرية أمس لتكون بذلك أول ضحية مدنية تسقط منذ الهدنة التي أعلنت بين المتمردين الموالين لروسيا والجيش الأوكراني.

وقال الجيش الأوكراني في بيان إن قذائف عدة سقطت فوق منازل أفراد وأدت الى اصابة امرأة مسنة بجروح قاتلة في زايتسيفي، متهما الانفصاليين «باستخدام قاذفات قنابل يدوية ورشاشات من العيار الثقيل ومدفعيات هاون من عيار 82 ملم ودبابة». وأوضح أنها «أسلحة كان يفترض سحبها من خط الجبهة في اطار اتفاق مينسك».

وقال ميكولا الجندي في الكتيبة الرابعة للقوات المسلحة الأوكرانية «في تشرين الثاني قتل جندي وجرح اثنان آخران. المتمردون يطلقون النار كل ليلة. تفصل بيننا 150 مترا فقط ونحن نرى بعضنا بدون منظار».

وقد اتخذ أفراد كتيبته مواقعهم في آب مما أثار قلق الانفصاليين. ويقول عسكريون عدة «أنهم يخشون أن نتمكن من الوصول الى غورليفكا» أحد معاقل المتمردين في الشرق وتبعد نحو عشرين كيلومترا جنوبا.

لكن في أعماق أنفسهم لا يريد المدنيون والعسكريون سوى أمر واحد هو أن تتوقف المعارك.

وعلى خط الجبهة يداعب ميكولا كلبا. ويقول «هذا الكلب صانع سلام. أنه يعوي عندما يلقمون البندقية. لا أحد هنا يريد أن تستمر الحرب، لا المدنيين ولا الحيوانات لكن الأمر ليس خاضعا لارادتنا».

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

AFP

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022