الخلاف بين الكنيسة الروسية والأوكرانية يتحول إلى صدامات

جانب من الأحداث التي شهدتها الكنيسة الأرثوذكسية بقرية بتيتشا
نسخة للطباعة2015.12.25

من نصب الحواجز إلى التضارب بالرفوش وإلقاء الزجاجات الحارقة، تتخذ معركة بين الكنيستين الأرثوذكسيتين الروسية والأوكرانية للسيطرة على سكان غرب أوكرانيا القومي أبعادا غير مسبوقة.

تفاقم النزاع بين الكنيسة الأرثوذكسية التابعة لبطريركية موسكو وتلك المرتبطة ببطريركية كييف، والذي ظهر بعد استقلال أوكرانيا في 1991، إثر الأزمة الروسية الأوكرانية التي شهدت ضم القرم في آذار/مارس 2014، ثم النزاع في شرق البلاد الانفصالي الموالي لروسيا، الذي أسفر عن سقوط تسعة آلاف قتيل.

وفي بتيتشا، القرية التي تضم ألف نسمة في غرب أوكرانيا، وتنتشر فيها مشاعر العداء لروسيا على بعد 350 كلم عن كييف، تفاقم التوتر في الأيام الأخيرة حول كنيسة تابعة لكنيسة موسكو، يريد أتباع بطريركية كييف السيطرة عليها.

وقال الأب إيلاريون رئيس أبرشية بطريركية كييف في منطقة ريفني حيث تقع هذه الكنيسة، ردا على سؤال لوكالة فرانس برس، إن "ضم القرم والحرب في الشرق كشفا بوضوح أي كنيسة تنتمي فعلا لأوكرانيا".

وأضاف أن "أساقفة كنيسة موسكو يحيون القداديس باللغة الروسية، ويرفضون الصلاة من أجل الجيش الأوكراني وإقامة جنازات للجنود الأوكرانيين الذين يقتلون على الجبهة".

وفي استفتاء نظم قبل عام، طالب سكان قرية بتيتشا بنقل هذه الكنيسة لتصبح تحت رعاية بطريركية كييف.

ومنذ ذلك الحين، يتناوب الطرفان على إقامة القداديس، لكن كل شيء تغير عندما قضت محكمة في كييف مطلع كانون الأول/ديسمبر أن هذه الكنيسة تعود فعليا إلى بطريركية موسكو.

ودخل كهنة روس وأتباع للكنيسة الروسية إلى المبنى وتحصنوا في داخله، ورفضوا السماح لأتباع الكنيسة الأوكرانية بالدخول.

ويتمركز رجال شرطة أمام الكنيسة التي لا يسمح لأي شخص بدخولها. وبعد مواجهة استمرت أياما سمح بنقل طعام إلى المتحصنين فيها وبتشغيل التدفئة. وبتنظم القداديس في الباحة.

وقال الأب أندري من الكنيسة التابعة لبطريركية موسكو لفرانس برس: "هذه الكنيسة لنا بموجب القانون، ومن غير الوارد إحياء القداديس بالتناوب".

هذا وجرت صدامات استمرت أياما بين أتباع الكنيستين الذين تعاركوا على الأرض وألقوا زجاجات حارقة وتضاربوا بالرفوش والعصي، كما يظهر في تسجيلات فيديو وضعت على الموقع الإلكتروني لكنيسة بطريركية موسكو.

وأكدت بطريركية موسكو أن أتباع كنيسة كييف، مدعومون من حركة "برافي سكتور" العسكرية القومية المتشددة.

ووصلت المسألة إلى وزارة الخارجية الروسية التي دانت الاثنين "اعتداء غير مقبول من قبل قوميين متشددين ومنشقين عن الكنيسة الأوكرانية بتواطؤ من الشرطة المحلية".

وعلى منزل كاهن كنيسة موسكو كتب مجهولون: "المجد لأوكرانيا، المجد للأبطال"، وهو شعار حركة الاحتجاج الموالية لأوروبا في كييف، التي قمعت بقسوة وأدت إلى سقوط النظام الموالي لروسيا في شباط/فبراير 2014.

وتدافع ناديا كالينينا، وهي متقاعدة، عن الكاهن "الذي يخدم هنا منذ 45 عاما"، وبات يوصف في القرية بأنه "انفصالي". وتضيف أن "الحرب هي السبب في كل ذلك".

ويقول الأب ايلاريون من بطريركية كييف إن نحو مئة كنيسة في أوكرانيا غيرت تبعيتها وانتقلت من بطريركية موسكو إلى بطريركية كييف. وأضاف أن "المؤمنين بدأوا يدركون أنهم خدعوا".

ووقع أكثر من عشرة آلاف من سكان كييف في كانون الأول/ديسمبر عريضة إلكترونية تدعو إلى نقل دير لور كييفو-بيتشيرسكا الشهير الذي بني في القرن الحادي عشر في وسط العاصمة الاوكرانية مهد الارثوذكسية، إلى سلطة بطريركية كييف.

وقال البطريرك فيلاري رئيس الكنيسة الأثوذكسية الأوكرانية التي تدعم علنا السلطات الموالية للغرب في أوكرانيا، وتدعم المعارك ضد الانفصاليين، إن "دير لور سيصبح أوكرانيا، لكن علينا أن نصبر قليلا".

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

AFP

العلامات: 
التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022