حكاية ضابط أوكراني فرضت عليه الحرب لباس القبعة العسكرية من جديد

الضابط سيرغي غورين
نسخة للطباعة2016.01.10

يقول كثيرون إن أوكرانيا لم تكن مهيأة لخوض حرب، واضطر الصراع الدائر في شرق البلاد بين الجيش الوطني والانفصاليين الذين تدعمهم موسكو دون هوادة، إلى عودة الكثير من العسكريين المتقاعدين للباس القبعة العسكرية من جديد، في مهمة وطنية لم تعش البلاد مثلها من قبل.

من بين هؤلاء، الضابط سيرغي غورين، قائد الكتيبة 122 في اللواء81، وأحد الذين قادوا المعركة الكبيرة والشرسة منذ سنة في مطار دونيتسك، حيث قضى هذا الضابط أيضا الأيام التي سبقت تفجير المطار.

في مقابلة مع "راديو سفوبودا" يتحدث الضابط الأوكراني عن تواجد الضباط الروس الذي كانوا يقودون قوات الانفصاليين بالدونباس، وكيف غير السكان المحليون معاملتهم للعسكريين الأوكرانيين إلى الأحسن بعدما رأوا عملهم على الأرض بعيدا عن البروباغندا الروسية.

كما نوه القائد العسكري بضرورة مواصلة البحث عن جميع المفقودين من الجنود الأوكرانيين خلال هذا الصراع.

سيرغي غورين الذي تقاعد من الجيش في عام 2002، عاد إليه مضطرا في 2014، في ظل الحاجة الماسة للجيش الأوكراني إلى أمثاله من ذوي الخبرة.

فبعد عودته وقيادته لإحدى الكتائب وصل على رأس من كان يقود إلى مدينة "كوستيانتينيفكا"، وفي منتصف ديسمبر بدأ قيادة الكتيبة 3 من اللواء 80، حيث بدأ مهمة الحفاظ على مطار دونيتسك الاستراتيجي.

يحكي سيرغي قصته مع مطار دونيتسك الذي شهد أقوى المعارك ضد الانفصاليين، حيث أرسل إلى جناح آخر من المطار لرفع معنويات الجنود من أجل الحفاظ على تقدمهم وحمايتهم للمطار.

كما تعرض هو وأفراد آخرين من الجيش الأوكراني بمختلف الوحدات إلى قصف متواصل من المتمردين، حيث اعتبر أن شهر يناير كان أكثر الأشهر توترا بتلك المنطقة، أين تم قصفهم من راجمات الصواريخ والأسلحة الثقيلة.

المعارك في الجانب الآخر قادها ضباط وعقداء وحتى جنرالات من الجيش الروسي، مؤكد أن ما تدعيه روسيا عن عدم مشاركتها في هذه الحرب "أكذوبة".

الضابط الأوكراني يقول إن أهم ما تعلمه خلال هذه الحرب هو تجنب الخسائر والضحايافي صفوف أفراده، والحفاظ على معنويات العسكريين، معتبرا أن المساعدة البسيكولوجية تعتبرا شيئا مهما لمن اجتاز الخدمة خلال هذه الحرب.

لكن سيرغي يتأسف بعمق حول غياب هذه المساعدة، قائلا إن "أحدا لم يفعل ذلك، والحالة النفسية لبعض الجنود منهارة كثيرا. في الحياة السلمية لا يرميك أحد بالغاز ولا يرميك بالبنزين الملتهب من الطابق الثالث أو الرابع. وهذا الأمر فضيع".

من جانب آخر، وصف العسكري الأكراني هذه الحرب بأنها فتحت باب التفكير من أجل العمل على خلق طرق جديدة في الأعمال العسكرية، حيث افتتح مؤخرا مركز للتدريب سيقوم بتجهيز الجنود المتعاقدين، من بينهم القناصين والمهندسين والكيميائيين وغيرهم بأحدث الطرق.

اجتماعيا يرى سيرغي أن نظرة السكان المحليين بمنطقة الدونباس للجيش الأوكراني تغيرت إلى الأحسن، معتبرا أن المعاملة التي رأوها ولمسوها من الجنود النظاميين، جعلتهم يقارنون مع ما رأوه من قوات الانفصاليين الذين سيطروا على بعض القرى في وقت سابق، حيث كانوا ينهبون ويختلسون دون أن يوقفهم أحد.

وأضاف أنه عندما وصلت كتيبة إلى "كوستيانتينيفكا" كان ما لا يقل عن 90% من السكان ضد العسكريين، ولكن بعد سنة واحدة تغيرت نظرتهم من العداوة إلى التأييد.

ويتذكر الضابط الأوكراني بأسى معركة مطار دونيتسك وما فقده من جنود وحدته، ومنهم من لا يزال في عداد المفقودين، متأسفا في ذات السياق فقدان السيطرة على المطار، معتبرا أن السبب الرئيس في ذلك هو نية عدم الالتزام بالهدنة من قبل الطرف الأخر. "نحن التزمنا باتفاقيات مينسك إلى الحد الأقصى".

سيرغي غورين الذي يتذكر كل صغيرة وكبيرة في معركة المطار، وما عانه الجنود من أجل الحفاظ على هذا المكان الاستراتيجي، دعا السلطات إلى إيجاد المفقودين ومساعدة الجنود الذين تعرضوا لأزمات نفسية وجسدية جراء هذه الحرب.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الإعلام المحلي

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022