بلومبرغ: بوتين لابد أن يدفع ثمن مغامراته العسكرية

نسخة للطباعة2017.11.08

قالت وكالة بلومبرغ الإخبارية الأمريكية، الثلاثاء، إن لعبة السياسة الخارجية التي يؤديها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ستكلف روسيا كثيراً على المدى الطويل، مشيرة إلى التكلفة الباهظة التي يدفعها الاقتصاد الروسي جراء مغامرات بوتين في سوريا والقرم.

ويعتقد العديد من المحللين وصُناع السياسة الغربيين أن بوتين حصل على سلسلة من الانتصارات الكبرى للدبلوماسية الروسية، وذلك بعد أن تمكن من استغلال أدواته بمهارة في الاستيلاء على شبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا، علاوة على العملية العسكرية الروسية في سوريا عام 2015.

وأشارت الوكالة إلى أن العملية العسكرية الروسية بسوريا قلبت كفة الصراع في صالح الرئيس السوري بشار الأسد، وعززت من سيطرة القوات الحكومية على الأراضي في غرب سوريا، كما كفل وجوداً عسكرياً روسياً مستمراً هناك، فضلاً عن ضمان مشاركة موسكو في أي مفاوضات مستقبلية حول مصير سوريا.

يذكر أن روسيا بدأت في شن غاراتها الجوية على سوريا نهاية سبتمبر 2015، انطلاقاً من قواعد سورية، وقالت روسيا إنها تستهدف عناصر تنظيمي داعش والنصرة، لكن معارضين اتهموها بقصف مواقع المناطق المعتدلة والمدنيين.

ولفت التقرير إلى الكلفة التي يدفعها الجنود الروس في سوريا، حيث يتعين على القوات الروسية الانخراط في القتال بسوريا، وذلك على الرغم من امتلاك الرئيس السوري اليد العليا في ساحة المعركة، لكن لا يزال هناك عشرات الآلاف من مقاتلي المعارضة المسلحة والمتطرفين المُدججين بالسلاح.

وأوضحت الوكالة الأمريكية أن حملة القصف العشوائي التي شنها الطيران الروسي، في العام الماضي على مدينة حلب، قللت من صورة روسيا داخل المجتمع الدولي، الأمر الذي ضمن بقاء موسكو على رأس قائمة المستهدفين من قبل الإرهابيين، ومن المتوقع عزوف المجتمع الدولي عن المساعدة في إعادة إعمار سوريا، مما يضطر الكرملين إلى تحمل جزء كبير من تكلفتها.

ويضيف التقرير، فإن تعاون روسيا مع إيران أثار قلق العديد من القوى الإقليمية، وذلك يتضح في توتر العلاقات الإسرائيلية الروسية، ومن ثم هناك مخاوف من نشوب اشتباك بين القوات الإسرائيلية والميليشيات المدعومة من إيران داخل سوريا. وهذا من شأنه أن يضع القوات الروسية عرضة للانزلاق المباشر في ساحة المعركة.

ومن غير المستبعد أن تضمن العملية العسكرية الروسية دوراً أكبر لطهران، وليس الكرملين، في تشكيل مستقبل سوريا، لاسيما وأن تأثير إيران يتزايد على الأرض.

وتُعد طهران داعماً رئيسياً للنظام السوري، وتزود دمشق بدعم اقتصادي وعسكري كبير في القتال ضد المجموعات المعارضة، كما أن حزب الله يرسل مقاتليه لمساندة القوات النظام السوري.

ووفقاً للتقرير، تسبب تدخل روسيا في أوكرانيا في سلسلة من العقوبات الاقتصادية من الولايات المتحدة وأوروبا، والتي ساهمت في تدمير معدلات النمو الاقتصادي الروسية، وتقويض قيمة الروبل، وتآكل الأجور الحقيقية.

وبحسب التقرير، جددت العمليات العسكرية لبوتين في أوكرانيا المخاوف في الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" حول نوايا روسيا في أوروبا، وحفزت على زيادة الإنفاق الدفاعي داخل التحالف، علاوة على إعادة نشر لواء مدرع أمريكي في شرق أوروبا، وإرسال كل من بريطانيا وكندا وألمانيا قواتها إلى نقاط حدودية مع روسيا في لاتفيا وليتوانيا وأستونيا.

وألمحت الوكالة الأمريكية إلى جهود الرئيس الروسي في التأثير على الرأي العام والانتخابات بالولايات المتحدة وأوروبا، مشيراً إلى اهتزاز ثقة المجتمع الدولي للتعاون مع موسكو، مُرجحة استمرار وتيرة العلاقات بين أوروبا وروسيا على نفس المنوال في المستقبل المنظور.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

وكالات

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022