أوكرانيا وسوريا.. عندما تتحول الأزمات إلى ورقات مساومة

أوكرانيا وسوريا.. عندما تتحول الأزمات إلى ورقات مساومة
من احتجاجات سابقة في ميدان الاستقلال بالعاصمة كييف
نسخة للطباعة2015.09.30

صفوان جولاقرئيس التحرير

كلما اقترب بوتين من أوباما، يترقب الأوكرانيون تغيرا على أرض الشرق الانفصالي، وهذا ما عبر عنه الرئيس بيترو بوروشينكو صراحة يوم الأمس، فقال إنه يأمل أن يقود لقاء الرئيس الأميركي مع نظيره الروسي إلى إنجاز اتفاق يهدف إلى وقف الحرب في شرق البلاد.

باعدت الأزمة الأوكرانية بين موسكو وواشنطن، وتوترت بينهما العلاقة لدرجة العزل وفرض العقوبات، لكن الأزمة السورية دفعتهم –على ما يبدو- إلى التقارب مجددا، خاصة بعد التدخل العسكري الروسي العلني في سوريا.

واقع جديد دفع سياسيين ومحللين لاعتبار أن أوكرانيا باتت ورقة مساومة بين روسيا والولايات المتحدة، وأن اتفاق الجانبين على أمر ما في سوريا، سينعكس حتما على واقع الحال في أوكرانيا.

النائب البرلماني عن كتلة الرئيس بوروشينكو فلاديمير أرييف أعرض عن مصطلح "ورقة المساومة"، وقال إن الأزمة الأوكرانية بدأت بعدوان روسيا على أوكرانيا.

وأوضح أن "الأطراف الدولية جاءت لاحقا بثقلها للضغط على روسيا، وعلى رأسها الولايات المتحدة، مستحضرة خطر عدوانها على كل أوروبا والسلم في العالم"، على حد قوله.

ورقة مساومة

لكن أوكرانيا ما عادت إلا ورقة مساومة بين الشرق والغرب، ومصيرها لاشك مرتبط بمصير اتفاق الدول العظمى على مناطق النفوذ حول العالم، كما يرى مراقبون.

يوليا تيشينكو الخبيرة في معهد الدراسات السياسية المستقل، قالت: "حدة التوتر خفت في شرق أوكرانيا بعد أن أعلنت موسكو عن تدخلها في سوريا، وما يحدث هناك تهدئة لم تسبقها مقدمات، تنتظر أن تصل موسكو وواشنطن إلى اتفاق أو لا اتفاق في سوريا، فتستقر الأوضاع أو تزداد تعقيدا بعد ذلك".

وتابعت بالقول: "روسيا خسرت أوكرانيا، فاحتلت جزءا من أراضيها، ودخلت سوريا بعد ضعف حلفائها هناك، لتبقيها ضمن نقاط نفوذها حول العالم، لكن هذا لا يعجب الغرب وأمريكا، الذين تقدموا في أوكرانيا وسوريا أيضا، ولهذا أصبحت هذه الدول محل تفاوض ومساومة".

الشارع الأوكراني

لكن الحاضر لا يهم كثيرا من احتج وأبعد النظام الموالي لروسيا عن المشهد الأوكراني، بقدر ما يهمهم الماضي القريب لمعرفة "الشكل الذي يجب أن يكون عليه المستقبل".

سيرهي تاران محلل سياسي، وناشط سابق في ميدان الاحتجاج، قال: "لاشك أن العوامل الخارجية هي الأكثر تأثيرا في الأزمة الأوكرانية، فلولاها لما رأينا انفصاليين في القرم وشرق البلاد، ولما استطعنا المواجهةعسكريا واقتصاديا"، في إشارة إلى دعم موسكو للانفصاليين، ودعم الغرب لكييف.

وأضاف: "إذا كانت أوكرانيا ورقة مساومة وضغط، فأنا على قناعة أن روسيا لن تتنازل عنها وهي على حدودها، ولا أستبعد أن يتنازل الغرب، لأنه لم يكن حازما بالقدر الذي يوقف نوايا بوتين فيها.

وقال تاران: "قد تتراجع أمريكا عن دعم أوكرانيا إذا ما وصلت إلى اتفاق مع موسكو يوما ما، لكن الأكيد أن الشعب أوكراني يعي جيدا اليوم أن روسيا عدوة قتلت آلاف الأوكرانيين، وأنه من المستحيل أن يرتبط المستقبل بالولاء لها أو حتى الاحترام.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022