لم تمنع العلاقات الطيبة التي تجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين من مواصلة الدور الذي تلعبه واشنطن في مساندة أوكرانيا على المستوى السياسي والعسكري، وهو الأمر الذي جاء مخالفًا للتوقعات التي صبت في معظمها في كفة الانسحاب الأمريكي من ملف أوكرانيا بسبب العلاقات الجيدة التي تجمع رئيسي الدولتين. وحسب ما ذكرته مجلة نيوزويك الأمريكية، تواصل إدارة ترامب العمل على دعم الأوكرانيين، وذلك على الرغم من هدف الرئيس المعلن حول إصلاح العلاقات مع موسكو.
وخلال الأيام القليلة الماضية، قال المبعوث الخاص بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأوكرانيا كورت فولكر: "الولايات المتحدة تدرس تقديم مزيد من الأسلحة الفتاكة إلى كييف لمساعدة البلاد في مكافحة الانفصاليين الموالين لروسيا". وكانت إدارة ترامب قد أنهت بالفعل قرار الرئيس السابق باراك أوباما بعدم إرسال أسلحة فتاكة إلى أوكرانيا بعد أن بعثت الإدارة الأمريكية بـ200 صاروخ مضاد للدبابات إلى البلاد في إبريل.
الروس والانتخابات السبب..
دوافع سياسية تدفع قدامى CIA للتكتل أمام ترامب وقال فولكر: "الولايات المتحدة ستكون مستعدة لتقديم المزيد من المعدات العسكرية للمساعدة في معالجة أي ضعف عسكري على وجه الخصوص، خاصة وأن الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء النشاط البحري الروسي بالقرب من بحر آزوف، الذي يقع على الحدود مع روسيا وأوكرانيا". وأضاف: "نحن لا نقبل المطالبات الروسية بشأن الأراضي الأوكرانية، نحن نعتقد أن وجود القوات العسكرية الروسية أصبح خطوة استفزازية وعدوانية، لذلك نحن قلقون جدًا بشأن ذلك".
موسكو بدت شديدة الحساسية تجاه أي تدخل غربي في منطقة البلقان، وهو الأمر الذي تناوله الكتاب الأمريكي المخضرم بوب وودورد في كتابه "الخوف"، والذي كشف عن تهديد خطير من جانب الرئيس الروسي إلى وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس بشأن التدخل الأوروبي في دول البلقان. وقال الكتاب: "في مرحلة ما لإدارة ترامب، أخبرت روسيا وزير الدفاع جيم ماتيس أنها قد تستخدم الأسلحة النووية في حالة نشوب حرب في أوروبا". وأضاف الكتاب: "التحذير أوصل برسالة صريحة إلى ماتيس بأن روسيا تمثل تهديدًا كبيرًا للولايات المتحدة".
ووفقًا لـ"الخوف"، فإن التحذير الروسي كان يتعلق بنزاع محتمل في دول البلطيق، وتحديدًا إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، غير أن ذلك لا يعني أن أوكرانيا مستثناة من هذا التحذير.
ولقى حوالي 10 آلاف شخص مصرعهم فى القتال الدائر بين الجيش الأوكرانى والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد، وتنفي موسكو أنها تساعد في دعم الانفصاليين، غير أن المحللين العسكريين أكدوا ضلوع روسيا في هذا الصراع، من خلال إمدادها للعناصر المناهضة للحكومة الأوكرانية بالجنود والأسلحة في المنطقة المعروفة باسم دونباس.
ذعر وتعاون حذر.. كتاب «الخوف» يفضح ضعف ترامب أمام روسيا
واقترحت روسيا مؤخرًا تشريعًا يحظر على الجنود النشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ويُنظر إلى هذه الخطوة على نطاق واسع على أنها محاولة لإخفاء وجود أفراد عسكريين روسيين في دول أجنبية بعد رصد العديد من أفراد الجيش الذين نشروا صورا من شرق أوكرانيا على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي علامة أخرى على الخلاف المتزايد بين إدارة ترامب وروسيا، اتهم مبعوث واشنطن الدائم لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي روسيا أمس الاثنين بالعمل على تقويض العقوبات الدولية ضد كوريا الشمالية.
ووفقا لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، قالت هايلي في اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: "لماذا بعد التصويت على العقوبات 11 مرة مختلفة تتراجع روسيا عن العقوبات؟"، مضيفة: "نحن نعرف الجواب، ذلك لأن روسيا كانت تخدع العالم، والآن تم كشفهم".
ترامب يدرس ضرب قوات روسيا وإيران في سوريا ترامب يعاني بشكل واضح بسبب علاقاته بالرئيس الروسي، والتي تنظر إليها الأوساط السياسية في الولايات المتحدة على أنها مقوضة للدور الأمريكي في العديد من الملفات. وعلى مدى عامين، هاجم دونالد ترامب مجتمع الاستخبارات الأمريكية ككل وبشكل فردي حول مواضيع مختلفة مثل حرب العراق، ودعمها -من وجهة نظره- لمنافسته في الانتخابات الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون، وعلى رأس كل ذلك دورها فيما يتعلق بالتدخل الروسي في الاستحقاق الرئاسي 2016، وذلك حسب ما ورد في صحيفة الجارديان البريطانية.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
وكالات
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022