محمد صفوان جولاق – رئيس التحرير
روسيا تحتل أراضي شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا، لكن عددا من قادة أوكرانيا الجدد أكدوا مرارا أن موسكو لن تجر البلاد إلى مواجهة عسكرية تريدها ذريعة لتبرير بقائها في الإقليم "حفاظا على سلامة ومصالح رعاياها" فيه.
القائم بأعمال الرئاسة ورئيس البرلمان أوليكساندر تورتشينوف زار عدة قواعد عسكرية أول الأمس "للتأكد من جاهزيتها"، وجدد التزامها بأقصى درجات ضبط النفس تجاه عمليات روسيا "العدوانية الاستفزازية"، كما قال.
وكان أندريه باروبي سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع قد تحدث أيضا عن "خطة تتضمن وسائل أكثر فاعلية من المواجهة لاحتواء الأزمة"، رافضا الكشف عن تفاصيلها لسريتها.
واليوم نفى القائم بأعمال وزارة الدفاع إيغور تينيوك إرسال وحدات قتالية من الجيش إلى الإقليم، مؤكدا أن خروجها من قواعدها هو لـ"إجراء عمليات تدريبية دورية".
وقد تناقلت وسائل الإعلام المحلية مقاطع تظهر خروج أرتال عربات مدرعة من عدة قواعد عسكرية في مدينة جيتومير غرب العاصمة كييف، ومن أخرى في مدينة لفيف في أقصى الغرب الأوكراني.
استعداد وتعبئة
بين التصريحات السياسية والتحركات العسكرية ميدان يدرك ربما أن الأحداث تتسارع نحو مزيد من الاحتقان والتوتر، وأن الاستعداد والتعبئة لحرب قريبة هي الإجراءات الأصح في هذا المرحلة.
حشد أسبوعي جديد شهده ميدان الاستقلال في العاصمة كييف اليوم، ورغم أنه يأتي في الذكرى الـ200 لميلاد الأديب الأوكراني الشهير والرمز تاراس شيفتشينكو، إلى أن أعلام الأسطول البحري العسكري كانت الأكثر حضورا، دعما وتأييدا للقوات والقواعد العسكرية الأوكرانية المحاصرة من قبل الروس في القرم.
كما وزعت في الميدان منشورات حملت عنوان "عدونا بوتين"، اعتبرت أن الرئيس الروسي يدفع البلاد نحو حرب يواجه الإخوة فيها إخوتهم، للحفاظ على استقرار حكمه التسلطي.
وقد اشتعل الميدان هتافا وتصفيقا لمرور متطوعين في الجيش الذي فتح باب التطوع واستدعى الاحتياط، ومنهم إيغور الذي وقف أمام الحاجز الذي قتل بجانبه ابنه خلال المواجهات مع قوى الأمن، وقال: "قدم ابني روحه للقضاء على الديكتاتورية، وسأقدم روحي من بعده لضمان العدالة والحفاظ على حرية وسيادة أوكرانيا".
وقد أطلق نشطاء "اليورو ميدان" حملات في الميادان وعلى مواقع التواصل الاجتماعي لتعليم الإسعافات الأولية تحسبا للحرب.
دعم الغرب
ويبقى التعويل على الغرب حاضرا في مشهد الأزمة الأوكرانية، خاصة وأن البلاد لم تخض أي حرب منذ الاستقلال، بدليل لقاء الوزراء أرسيني ياتسينيوك بقادة أوروبا وحلف شمال الأطلسي خلال الأسبوع الماضي، وعزمه السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية قريبا جدا، وفق مراقبين.
نائب رئيس البرلمان الأوكراني رسلان كوشولينسكي قال إن الغرب معني بدفع العدوان عن أوكرانيا، لأنه ضمن أمنها ووحدتها وسيادتها على أراضيها عندما تخلت بموجب وثيقة بودابست 1994 عن سلاحها النووي، التي وقعت عليها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا.
وفي ذات السياق، قال وزير الخارجية السابق فولوديمر أوغريسكو: "لو كانت أوكرانيا دولة نووية، لتعاملت معها دول العالم بطريقة مغايرة"، في إشارة إلى التهديد الروسي الحالي.
واعتبر إيغور هولوبي نائب رئيس جامعة العلاقات الدولية في العاصمة كييف أن الغرب معني بالدفاع سياسيا وحتى عسكريا عن أوكرانيا، لأنه كسبها عمليا إلى صفه بعد الإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش، وبغض النظر عن عدم وجود اتفاقيات دفاعية بينها وبينه.
وتابع: "الغرب يدرك أن عدم التزامه بحماية أمن وسلامة أوكرانيا يعني بالضرورة حدوث "فوضى نووية" عالمية، فلن تقبل بعد ذلك دول كإيران وكوريا الشمالية بأي اتفاقيات وضمانات لتتخلى عن مساعيها وأسلحتها النووية".
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022