مصطلح الشركس أو الجركس في تركيا والدول العربية يستخدم على نطاق واسع للإشارة إلى سكان شمال القوقاز مثل قبائل: الأباظة، والأبخاز، والأوسيتيين، والقراشاي، والبلكار، كما ويشمل الشعوب القوقازية التي تتحدث لغات الشيشان والداغستان، وحاليا يُطلق هذا المصطلح عند بعض الباحثين على شعب الأديغ والأبخاز وشعب أوسيتيا الجنوبية.
بدأت معاناة الشركس في النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي، وخاصة بعض معاهدة كوتشوك قينارجه عام 1774م بين الدولة العثمانية وروسيا القيصرية. إذ قامت روسيا لاحقا وعلى حملات ممنهجة بتهجير مليون ونصف شخص شركسي أي حوالي 90% من سكان المنطقة.
وحديثا اليوم عن بطل من أبطال شعب الشركس المسلم إنه:
دوغموكو كِراندوق بيرزج (1804- 1881م): آخر أمير لشعب الأديغة أو قبائل الوبخ الشركسية، والتي تقطن شمال غرب أبخازيا، على السواحل الشرقية للبحر الأسود، قاتل ضد احتلال روسيا القيصرية للدفاع عن بلاده.
أدى الحاج كراندوق فريضة الحج عام 1839م، وأصبح أميرا بين عامي (1846- 1864م) بعد وفاة عمه القائد الحاج اسماعيل بيرزج (1763- 1846م).
وضع الحاج كراندوق برلمانا ودستورا لإمارته الشركسية، وخاض عشرات المعارك ضد الروس، وحصل على دعم كبير من شعبه، وطالب بالإعتراف باستقلال شركيسيا، وأرسل وفدا خاصا لهذا الغرض إلى كل من لندن وباريس واسطنبول، كما طلب من هذه الدول المساعدة في الحرب ضد روسيا.
عقد الحاج كراندوق عام 1861م مفاوضات شخصية مع الإمبراطور الروسي ألكسندر الثاني (حكم بين عامي 1855- 1881م) بغرض وقف الحرب والوصول إلى هدنة، لكن الجانب الروسي أصرّ على استسلام الشركس وتسليم أراضيهم، وبهذا فشلت المفاوضات، واستمرت المعارك والتي حصل فيها الحاج بيرزج على دعم بسيط من الجانب التركي.
انتقل الحاج كِراندوق مع أفراد قبيلته إلى تركيا، وذلك بعد خسارتهم الحرب واستسلامهم لروسيا، وتم ذلك في ربيع عام 1864م، إذ تم إجلاء ما مجموعه 75 ألف شخص، ولقي الكثيرون منهم حتفهم في عملية الترحيل بسبب المرض والمجاعة وغرق القوارب في البحر للحمولة الزائدة عليها.
بعد وصول الحاج كِراندوق إلى اسطنبول استدعاه السلطان العثماني عبد العزيز الأول (حكم بين عامي 1861- 1876م) وعرض عليه مع أسرته منزلا في اسطنبول، شكر الحاج بيرزج السلطان ورفض العرض بأدب، ثم انتقل للعيش في إحدة قرى مدينة مانياس التركية مع مئات الأسر من قبيلته.
ترأس الحاج كِراندوق فيلقا عسكريا يضم خمسة آلاف جندي شركسي للقتال إلى جانب الدولة العثمانية في الحرب الروسية التركية في البلقان بين عامي 1877- 1878م.
توفي الحاج كِراندوق عن عمر يناهز الثمانين عاما ودفن في القرية التي عاش بها في تركيا.
كتب الحاج كِراندوق بيرزج عن مأساة تهجير شعب الشركس قصيدة رثائية بعنوان "مبكاة التهجير الشركسية"، مازال شعب الشركس يتغى بها حتى الآن.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022