كونستانتي بورزيكجي والذي لقب نفسه لاحقا مصطفى جلال الدين باشا (1826- 1876م): جنرال وباشا عثماني من أصل بولندي، وهو كاتب ورسّام خرائط في الدولة العثمانية، ولد في جنوب بولندا لعائلة بولندية كاثوليكية نبيلة، درس الرَسم في مدرسة الفنون الجميلة في مدينة وارسو بين عامي 1844- 1846م، وأتقن عدة لغات أجنبية.
شارك في شبابه في انتفاضة بولندا الكبرى عام 1848م ضد القوات البروسية، كذلك شارك في الثورة المجرية بين عامي 1848- 1849م، واعتقل، ليهاجر بعدها إلى فرنسا ثم بعد أشهر غادر إلى اسطنبول حيث إلتحق هناك بالجيش العثماني، واعتنق الإسلام في عام 1849م وتبنى اسمه الجديد.
شارك في عدد من المعارك الحربية، وأصبح نقيبا في الجيش العثماني، وبسبب ذكائه ومهارته في الرسم أصبح رئيسا لدائرة رسم الخرائط، يُعد مصطفى جلال باشا من "آباء الوطنية التركية الحديثة".
شارك مصطفى جلال باشا في حرب القرم بين أعوام 1853- 1856م، وخدم كقائد عسكري في العراق، كما شارك بين عامي 1861- 1862 في قمع انتفاضة الجبل الأسود وأصيب في إحدى المعارك هناك، وتم ترقيته إلى رتبة عقيد، ثم شارك في التصدي لثورة كريت عام 1867م، وبعدها اشترك في البوسنة بحرب الصرب وتم ترقيته لرتبة لواء.
توفي في إحدى المعارك الجبل الأسود بعد إصابته بجروح بالغة، وهناك دفن في فناء أحد مساجدها.
مصطفى جلال الدين باشا هو جد الشاعرين التركيين ناظم حكمت (1902-1963م) وأوكتاي ريفات هوروزكو (1914- 1988م).
يعد مصطفى جلال الدين باشا كاتبا أيضا فقد بدأ كتاباته السياسية عندما كان ضابطا، ودافع في مؤلفاته عن فكرة الأمة التركية الجديدة، وأن الأتراك من أقدم الدول والحضارات على وجه الأرض، وادعى بأن الروس هم أكثر المجتمعات همجية بين القبائل السلافية.
ترك مصطفى جلال الدين باشا كتابا باللغة الفرنسية بعنوان: "الأتراك القدامى والجدد" نشر في اسطنبول عام 1869م، عرض فيه لتاريخ وثقافة الأتراك وحول اللغة التركية وقيام الدولة العثمانية، وقام مصطفى جلال الدين باشا بإهدائه إلى السلطان عبد العزيز، كما قرأ الكتاب مصطفى أتاتورك، وترك ملاحظات بخطه على صفحات الكتاب.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022