أزمة أوكرانيا أول اختبار للتحالف السعودي الروسي

نسخة للطباعة2022.02.18

التهديد الوشيك بالتصعيد في الملف الأوكراني يشكل "أول اختبار" للتحالف السعودي مع روسيا في قطاع النفط، و"معضلة" للمملكة والقرارات التي قد تتخذها.

التصعيد الروسي الأوروبي الأوكراني وتسببه في أسعار النفط يضع السعودية أمام خيارين؛ إما مساعدة الغرب بضخ مزيد من النفط الخام لكبح جماح السوق، أو الوقوف بجانب تحالف نفطي استمر خمس سنوات، والذي قد يساعد موسكو على حساب واشنطن.

السعودية قادرة -في الغالب- على خفض أسعار النفط؛ لأنها لا تضخ في الوقت الحالي قدرتها الإنتاجية الكاملة، والتي تبلغ 12 مليون برميل يومياً، مقارنة بـ10 ملايين برميل في اليوم حالياً.

السعودية يمكنها بلوغ القدرة القصوى للتصدير خلال ثلاثة أشهر، موضحاً أن "أي إشارة (سعودية) لفعل ذلك ستخفض أسعار النفط على الأرجح".

ووزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، رفض في اجتماع خاص ضخ مزيد من النفط.

إعادة طرح الحصص المتفق عليها بين أعضاء "أوبك+" للنقاش قد تهدد بتقلب أسواق النفط عوضاً عن الحفاظ على استقرارها.

واستبعد مسؤولون أوروبيون وأمريكيون فرض عقوبات على قطاع النفط الروسي في الوقت الحالي، وهو اعتراف بأن ذلك قد يسبب ارتفاعات قد تخرج عن السيطرة في أسعار النفط.

الأسعار المرتفعة ستدعم موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واحتياطات البلاد من العملة الأجنبية والمحلية "الروبل" في وجه أي عقوبات قد يفرضها الغرب.

مخاوف الاجتياح الروسي لأوكرانيا تعد "أول اختبار جيوسياسي" للتحالف بين الرياض وموسكو.

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أنشأ روابط قريبة مع روسيا والصين، في حين دعا الولايات المتحدة إلى مطالب لم تستجب لها واشنطن بعد، من بينها عقد لقاء وجهاً لوجه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.

المملكة لم تتقبل عدم رد واشنطن عسكرياً عقب الهجمات التي شنها الحوثيون على منشأة نفطية تابعة لشركة "أرامكو" عام 2019.

السعودية تملك أسباباً خارج تحالفها النفطي مع روسيا كي تتحرك بحذر في أي تغيير بإنتاجها النفطي، فوجهة النظر السعودية تقول إنه لا يوجد اختلال في التوازن بين العرض والطلب في السوق قد يستدعي رفع إنتاج النفط الخام، وبأن ارتفاع الأسعار حالياً يعود إلى المخاوف لدى ما قد يحصل في أوكرانيا".

وكشف تقرير أصدرته "أوبك" عن فائض بمقدار 1.4 مليون برميل يومياً، في الربع الأول من العام المالي، ما أثار مخاوف من حصول "تخمة في العرض".

المملكة لطالما كانت حذرة من التصرف بشكل فردي في استخدام نفوذها في السوق، مثلما حصل في عام 2008، عندما سمحوا لأسعار النفط أن تبلغ 147 دولاراً للبرميل، قبل أن تتسبب الأزمة المالية بانهيار كامل في أسواق المال.

من غير الواضح إن كان السعوديون سيعيدون التفكير، فالأسعار المرتفعة تمد السعوديين بالنقود التي ستساعد بن سلمان في تحقيق بعض من مشاريعه الطموحة، ومن بينها تحويل اقتصاد بلاده للاعتماد على الصناعات غير النفطية.

وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان أبلغ تحالف "أوبك+" في اجتماع مغلق بأن المملكة لن تضخ مزيداً من النفط في السوق. والوزير قال خلال الاجتماع: "إن إعادة التفاوض على حصص الإنتاج ستؤدي إلى عدم استقرار سوق النفط".

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

صحيفة "وول ستريت جورنال" - الخليج أون لاين

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022