هل استفادت إيران من "ضجيج طبول الحرب" في أوكرانيا؟

نسخة للطباعة2022.01.19
ديفيد أنديلمان - كاتب متخصص في التاريخ والقضايا الاستراتيجية

ربما تكون الظروف الدولية الآن مواتية بشكل كبير بالنسبة لبرنامج إيران النووي، فالولايات المتحدة تركز على روسيا وأوكرانيا بشكل كبير، على حساب ملف إيران.

ما ضاع وسط ضجيج قرع طبول الحرب الروسية، هو صوت صفارة الإنذار الملحة، التي تحذر من التقدم في برنامج إيران النووي.

يقترب الاتفاق النووي مع إيران من الوصول إلى نقطة اللاعودة، خاصة بعد أن قالت جمعية الحد من الأسلحة في وقت سابق من هذا الشهر: "نحن نصل إلى نقطة يكون فيها التصعيد النووي الإيراني قد قضى على جوهر خطة العمل الشاملة المشتركة".

يسمح التأخير في المفاوضات التي استؤنفت للتو بعد توقف قصير في الجولة الثامنة في فيينا لإيران بإحراز مزيد من التقدم نحو القدرة على صنع سلاح نووي، تجريبي على الأقل.

هناك نظرية بأن المتبقي هو أسبوعان فقط، قبل أن تنتهي المحادثات بشكل عملي، وحتى الآن، هناك اعتقاد كبير بأن إيران قد تكون قريبة من القدرة على إنشاء "جهاز نووي".

غاري سيك، خبير الملف الإيراني في مجلس الأمن القومي في عهد الرئيس الأميركي الأسبق، جيمي كارتر، يقول إنه "من المحتمل أن تمتلك إيران في غضون شهر أو شهرين المواد التي يمكن أن تكون كافية، مع مزيد من التخصيب، لصنع قنبلة بالفعل".

ويضيف أن المواد النووية ليست وحدها الأمر المقلق، إذ أن إيران اكتسبت مهارات وخبرات تكنولوجية تمكنها من العودة بسرعة إلى وضع الاستعداد لإنتاج قنبلة، حتى لو نجح المفاوضون بإبرام اتفاق نووي يعيدها إلى وضع عام 2015.

البيت الأبيض يلقي باللوم بموضوع التقدم المتسارع لإيران نحو قنبلة على انسحاب ترامب من الاتفاق، لكن الولايات المتحدة تخاطر بتقليل تركيزها على القضية الإيرانية مقابل التركيز باهتمام على المحادثات مع روسيا بشأن أوكرانيا.

روسيا لا تريد قوة نووية أخرى قريبة من حدودها، خاصة مع وجود الصين القوية، والنووية هي الأخرى.

أما بالنسبة للصين نفسها، لا تشاطر روسيا سوى القليل من المخاوف بشأن إيران نووية، لكنها أيضا لا تمتلك دوافع لجعلها تؤيد رفع العقوبات عن طهران لكونها من أقل مشتري النفط الإيراني.

يركز كل من وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، وكبيرة مفاوضيه، ويندي شيرمان، وهي المهندس لخطة العمل الشاملة المشتركة في عهد الرئيس باراك أوباما، باهتمام على المحادثات الروسية الأوكرانية، ويسعون إلى التوصل إلى اتفاق أوروبي على العقوبات في حال غزو بوتين لأوكرانيا.

عندما أجريت مقابلة مع بلينكن على موقع NPR الأسبوع الماضي، أمضى الكثير من وقته في الحديث عن روسيا وأوكرانيا، وفي النهاية، عندما تحول الحديث إلى إيران، كرس بلينكن معظم طاقته لإلقاء اللوم على ترامب.

إيران تعرف أيضا أن الولايات المتحدة تركز حاليا على روسيا وأوكرانيا، وأنها تعطي الأولوية للصراع على الحدود بين البلدين بشكل أكبر من الاتفاق النووي.

تحضيرات "ما بعد انهيار الاتفاق"

روسيا والصين بدأتا الاستعداد لمرحلة ما بعد انهيار الاتفاق، حيث أعلنت بكين وطهران الأسبوع الماضي اتفاقية تعاون تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية.

وفي الوقت نفسه، تعمل روسيا وإيران أيضا على تعزيز الروابط، حيث سيستضيف الرئيس فلاديمير بوتين نظيره الإيراني، إبراهيم رئيسي، في وقت لاحق من هذا الشهر، وسط خطط للتوصل إلى اتفاق تجاري وعسكري مدته 20 عاما.

وتجري إسرائيل، بشكل معاكس، تنسيقا هي الأخرى مع روسيا، حيث قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، إنه اتفق مع الرئيس بوتين على "مواصلة التعاون" واتفاق "فض اشتباك" يسمح للطائرات الحربية الإسرائيلية بمهاجمة القواعد الإيرانية وقوافل الأسلحة في سوريا.

كما أن السعودية، الطرف الإقليمي القوي الآخر، الذي يشعر بتهديد من طموحات إيران النووية، بدأت هي الأخرى "التودد إلى بكين"، لتقوية العلاقات السعودية الصينية القوية أصلا، والتي يمكن أن تفيد بكونها مصدرا للتكنولوجيا النووية، إذا طورت إيران سلاحا.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

سي إن إن - الحرة

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022