دعا حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) الثلاثاء إلى عقد اجتماع مع روسيا لبحث التصعيد العسكري في أوكرانيا، في حين تركز إستراتيجية الرئيس الأميركي جو بايدن على الردع وفرض عقوبات لا مثيل لها لمواجهة نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الذي يتهمه الغرب بالتخطيط لغزو أوكرانيا.
وقال مسؤول في حلف الناتو لرويترز إن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ دعا إلى عقد اجتماع بين الحلف وروسيا يوم 12 يناير/كانون الثاني الجاري.
وأضاف "أي حوار مع روسيا يجب أن يقوم على أساس المعاملة بالمثل، ومعالجة مخاوف حلف شمال الأطلسي بشأن إجراءات روسيا، والمشاركة في المشاورات مع شركاء الحلف الأوروبيين".
محادثات عاجلة
ومن المقرر عقد محادثات عاجلة بين أوكرانيا وروسيا وألمانيا وفرنسا حول أزمة أوكرانيا يوم الخميس القادم، حسبما أفادت وكالة إنترفاكس الروسية في وقت سابق.
يأتي ذلك في وقت يضاعف فيه بايدن تحذيراته من أجل ردع بوتين عن غزو أوكرانيا.
يتهم الغرب موسكو بحشد عشرات الآلاف من جنودها على الحدود الأوكرانية، والتفكير في "عدوان" جديد بعد ضم شبه جزيرة القرم في 2014.
في هذه الأجواء القابلة للانفجار، قبلت الولايات المتحدة والأوروبيون بإجراء سلسلة من المحادثات الأسبوع المقبل مع روسيا، التي اقترحت اتفاقات للحد من توسع حلف الناتو على أبوابها.
ويقول المسؤولون الأميركيون إنهم مستعدون لمناقشة مخاوف الجانبين، لكنهم أوضحوا أيضا أن معظم المطالب الروسية غير مقبولة.
وفي وقت سابق، قال بايدن إنه هدد نظيره الروسي مباشرة بـ"عواقب اقتصادية لم يسبق أن رأى مثلها من قبل" إذا قرر غزو أوكرانيا.
ويمكن أن تكون العقوبات المطروحة على الطاولة حتى لو لم تتحدث عنها واشنطن بالتفصيل قاسية جدا على الاقتصاد الروسي.
حشد عسكري
ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" صوراً للأقمار الاصطناعية، وبيانات مراقبة الرحلات الجوية، تكشف وجود تعزيزات عسكرية روسية على الحدود مع أوكرانيا.
وأضافت الصحيفة أن الصور أظهرت وجود أكثر من 350 مركبة في منشأة مهجورة لتخزين الذخيرة قرب بلدة "كلينتسي" الروسية شمال الحدود الشهر الماضي.
ونقلت الصحيفة عن محلل من شركة "ماكسار تكنولوجيز" التي التقطت الصور أن المركبات بدت جاهزة للتحرك.
خيارات الغرب
وقد يقرر الغربيون إدراج المزيد من المقربين من بوتين على لوائحهم السوداء، مما يحرمهم من الوصول إلى أصولهم في أميركا أو أوروبا.
ويمكنهم أيضا "تجفيف" الاستثمارات في روسيا ومنع تصدير التقنيات الغربية إلى هذا البلد، كما حذر وليام تايلر السفير الأميركي السابق في كييف ونائب رئيس مركز الأبحاث التابع لمعهد الولايات المتحدة للسلام.
وأخيرا يمكنهم التهديد باللجوء إلى ما يسمى "الخيار النووي"، أي عزل روسيا عن نظام "سويفت" (Swift) الأداة الأساسية في التمويل العالمي التي تسمح للمصارف بتداول الأموال.
لكن هذه الخطوة لا يمكن أن تكون إلا خيارا أخيرا بسبب تداعياتها السلبية على الاقتصاد الأوروبي والأميركي.
ولوّح الغرب أيضا بورقة الطاقة، إذ تهدد الدبلوماسية الألمانية بعدم السماح بتشغيل خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" (Nord Stream 2) بين روسيا وألمانيا، المشروع العزيز على قلب موسكو، في حالة حدوث مزيد من التصعيد الروسي.
يشار إلى أن بايدن أعلن أنه لا ينوي جر أكبر قوة في العالم إلى نزاع جديد في الخارج.
لكنّ الأميركيين حذروا من أنهم سيرسلون المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا في حالة وقوع هجوم روسي، ويمكنهم أيضا تجهيز مليشيات محلية.
ويمكن أن تزود الولايات المتحدة أيضا حلفاءها الأوكرانيين بمعلومات استخباراتية عبر زيادة عدد طلعات طائرات استطلاع.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
وكالات - الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022