قصة مصحف "عثمان" في أوزبكستان

في الصورة مفتي الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الشيخ رضاء الدين بن فخر الدين مع عدد من مساعديه
نسخة للطباعة2021.12.31

د. أمين القاسم - باحث في تاريخ المنطقة

المصحف العثماني أو مصحف عثمان أو مصحف سمرقند أو مصحف طشقند أو المصحف الكوفي: مخطوطة لمصحف في أوزبكستان من أقدم نسخ القرآن الكريم منسوب إلى سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، ولكن يرجح العلماء بأن كتابته تعود إلى أواخر القرن الثامن الميلادي أو أوائل القرن التاسع.

يعتقد أن المخطوطة -كما ذكرنا- أنها جزء من مجموعة من المصاحف التي نُسخت بأمر من الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه في عام 651 م، ويُقال بأنها النسخة التي كان يقرأ فيها عندما استشهد.

مخطوطة المصحف محفوظة في مُجمّع حضرة الإمام في طشقند، وهي نسخة غير كاملة، فيها بعض الأحرف والكلمات غير موجودة في مواضعها، وهذا لعله يشير إلى أن هذه النسخة لم تُراجع وتُدقق بعد الانتهاء من نسخها.

المصحف مخطوط على رق الغزال، بخط كوفي بسيط خالٍ من الزخارف، وهي خالية من علامات التنقيط، تبدأ من الآية السابعة من سورة البقرة إلى الآية العاشرة من سورة الزخرف، وفي كل صفحة من صفحاته 12 سطرا، وعدد ورقاته 353 ورقة، قياسها 68* 53 سم.

إحدى الروايات تقول بأن تيمورلنك (المتوفى عام 1405م) جلب المصحف من البصرة معه وهو في طريق عودته إلى عاصمته سمرقند بعد معركة أنقرة عام 1402م وهزيمته للسلطان العثماني بايزيد الأول (المتوفى عام 1403م).

وظل المصحف محفوظا في سمرقند إلى أن احتلتها روسيا القيصرية عام 1868م، ليتم نقله في العام التالي إلى مدينة سانت بطرسبورغ، ويحفظ في المكتبة العامة الإمبراطورية، ثم أهداه الزعيم السوفيتي لينين إلى تتار بشكيريا، ليستقر المصحف في مدينة أوفا بداية العام 1918م برعاية الإدارة الدينية لمسلمي روسيا.

لكن، بطلب من علماء ووجهاء تركستان قررت السلطات السوفيتية نقل المصحف بعربة قطار خاصة في أغسطس من عام 1923م إلى مدينة طشقند بصحبة عدد من العلماء، على رأسهم الشيخ رضاء الدين بن فخر الدين (1859-1936)، ثم نقل بعدها إلى مدينة سمرقند، وفي العام 1941م نقل المصحف إلى متحف تاريخ شعوب أوزبكستان في طشقند، مع مطلع تسعينيات القرن العشرين نقل المصحف إلى مدرسة بركة خان في مُجمع حضرة الإمام في طشقند، وما يزال المصحف هناك إلى اليوم.

قام أحد المستعربين الروس في عام 1905م بعمل 50 نسخة طبق الأصل عن هذا المصحف، بقي منها محفوظا اليوم عدة نسخ فقط.

يذكر أنه توجد آثار من الدماء على عدد من صفحات المصحف (في سورة البقرة)، ويعتقد العلماء أن هذه الآثار مصطنعة، أي أنها لطخت خصيصا بالدماء.

أدرجت منظمة اليونسكو في عام 1997م مخطوط المصحف المنسوب لسيدنا عثمان رضي الله عنه في أوزبكستان إلى قائمة التراث العالمي.

تعد مخطوطة المصحف الكوفي بلا شك تحفة أثرية قيّمة، ولكن ليس هو مصحف عثمان رضي الله عنه وأرضاه، والمصحف له مكانة كبيرة في نفوس الأوزبك والتتار.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

أوكرانيا برس

العلامات: 
التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022