كتب موقع "ذا هيل" (The Hill) الأميركي أن المخاوف من شن روسيا هجوما ضد أوكرانيا كان سببا في أثارة التوترات بين موسكو والغرب، حيث يثير حشدها لأعداد كبيرة من القوت بالقرب من الحدود الأوكرانية تجدد المخاوف من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يغزو الدولة السوفياتية السابقة مرة أخرى.
ومع أن الرئيس الأميركي جو بايدن يؤكد على الدبلوماسية لتهدئة هذه التوترات وتجنب المواجهة العسكرية، فإن المعلومات الاستخباراتية تثير القلق من أن بوتين يستعد لغزو أوكرانيا في أوائل عام 2022، مما يزيد الرهانات بشأن مكالمة مزمعة بين القائدين اليوم الثلاثاء. وبناء على ذلك يرى الموقع أن هناك 5 أشياء يجب معرفتها حول الأزمة الناشئة.
أولا، أنها يمكن أن تكون أخطر من غزو 2014. إذ يحذر الخبراء من أن حشد روسيا العسكري الجاري على حدود أوكرانيا يشكل تهديدا أخطر من غزوها السابق وضم شبه جزيرة القرم في عام 2014 ودعمها المستمر للانفصاليين المدعومين من موسكو في شرق البلاد المسماة دونباس.
وفي هذا قال دارا ماسيكوت كبير باحثي السياسات في "مؤسس راند" إن "رسالة روسيا ليست تكرار عملياتها عام 2014 في دونباس، بل التأكيد على أن الوضع الحالي أعظم وأوضح".
ثانيا، بايدن يصعد العواقب الدبلوماسية. فقد أثارت إدارة بايدن إمكانية اتخاذ إجراءات ضد روسيا بما في ذلك الإجراءات الاقتصادية وزيادة وتيرة تسليم أنظمة الدفاعات الفتاكة لأوكرانيا. وهذا ما أكده وزير الخارجية أنتوني بلينكن في مقابلة مع شبكة تلفزة سويدية (أول أمس) الأحد بقوله "لقد كنا واضحين للغاية أنه سيكون هناك عواقب خطيرة، إذا غزت روسيا أوكرانيا".
المعلومات الاستخباراتية لدى إدارة بايدن تثير القلق من أن بوتين يستعد لغزو أوكرانيا في أوائل عام 2022، مما يزيد الرهانات بشأن مكالمة مزمعة بين القائدين اليوم
وأضاف "نحن نبحث، على سبيل المثال، في الإجراءات الاقتصادية التي سيكون لها تأثير كبير للغاية والأشياء التي امتنعنا عن القيام بها في الماضي عندما كانت لدينا خلافات عميقة مع روسيا".
ثالثا، القوات الأميركية تحافظ على استعدادها. فقد ألمح مسؤول كبير بالإدارة أمس إلى أن الغزو سيؤدي إلى نشر القوات الأميركية في المنطقة، مشيرا إلى أن غزو 2014 أعقبه إرسال الولايات المتحدة قوات إضافية إلى الضفة الشرقية لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقال المسؤول "أعتقد أنه يمكنك توقع أنه في حالة حدوث غزو، فإن الحاجة إلى تعزيز ثقة وطمأنة حلفائنا في الناتو وحلفائنا في الضفة الشرقية ستكون حقيقية وستكون الولايات المتحدة على استعداد لضمان وجود هذا النوع من الطمأنينة".
رابعا، جزء من سلوك روسيا الأوسع هو زعزعة الاستقرار. فإلى جانب شجبهم حشد روسيا عشرات الآلاف من القوات على الحدود مع أوكرانيا، شجب المسؤولون الأميركيون كذلك دعم موسكو لرئيس بيلاروسيا غير الشرعي ألكسندر لوكاشينكو وجهوده المزعومة لإثارة أزمة المهاجرين في أوروبا.
ويأتي هذا على رأس المخاوف من أن روسيا قد تستخدم موقعها كمورد رئيسي للطاقة إلى أوروبا، لا سيما في أشهر الشتاء الباردة، كورقة ضغط لانتزاع تنازلات من الغرب.
خامسا، يعد أمن أوكرانيا مجالا نادرا للدعم من الحزبين (الجمهوري والديمقراطي). فأوكرانيا تعتبر حليفا رئيسيا للولايات المتحدة، ويُنظر إلى ابتعاد كييف عن روسيا وتقربها من الغرب على أنه ميزة رمزية وإستراتيجية في آن واحد، مما يعزز السعي لحماية هذه الدولة المجاورة المتحالفة مع الناتو والتي تعد شريكا اقتصاديا رئيسيا له يربط بين أوروبا وأوراسيا، وهذا ما أدى لإجماع بين الحزبين حول قضية أوكرانيا.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022