تعرّف على تتار إستونيا المسلمين

تجمع للتتار في تالين بإستونيا عام 1988م
نسخة للطباعة2021.12.06

د. أمين القاسم - باحث في تاريخ المنطقة

بعد استيلاء الروس على خانية قازان عام 1552م وبناء على أوامر الأمير  إيفان الرابع الملقب بالرهيب (1530-1584م) أُجبر أمراء التتار مع قطعهم العسكرية على المشاركة في حرب ليفونيا (1558-1583م) إلى جانب القوات الروسية ضد كل من دوقية ليتوانيا الكبرى ومملكة السويد.

دارت رحى هذه الحرب على أراضي إستونيا ولاتفيا وبيلاروسيا وشمال غرب روسيا، وقد تواجد مئات الجنود التتار المسلمون في ذلك الوقت على الأراضي الإستونية لسنوات ولكن لا يعرف مصيرهم، ولكن على الأغلب ذابوا في المجتمع المسيحي.

وبعد انتهاء حرب الشمال (1700-1721م) بين مملكة السويد من جهة وتحالف دول شمال أوروبا (ساكسونيا، روسيا القيصرية، مملكة الدنمارك والنرويج، والكومنولث البولندي)، قامت القيصرية الروسية عام 1721م بضم إستونيا لأراضيها. 

وبدأ الحضور التتري في هذه البلاد –مرة أخرى- مع وصول عشرات الجنود التتار مع نهاية حرب الشمال، وزاد عددهم في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، حتى أنه ظهر حي في العاصمة تالين يحمل اسم"تتاري" أي الحي التتري، وما زالت هذه التسمية قائمة حتى اليوم.

كما ظهرت في القرن التاسع عشر المصليات، وعدد من الأئمة أشرفت عليهم الإدارة الدينية لمسلمي أورنبورغ، والتي كان مقرها في مدينة أوفا.

وصل عدد التتار في العاصمة الإستونية تالين عام 1914م إلى ألفي نسمة، وبعد استقلال إستونيا عن روسيا القيصرية عام 1918م، تم تسجيل أول جمعية للمسلمين في جمهورية إستونيا "جمعية نارفا الإسلامية" عام 1928م بمدينة نارفا، ثم أسس التتار عام 1939م "جمعية تالين الإسلامية"، ليتم بعدها شراء وتحويل بيت خشبي كبير إلى مسجد في مدينة نارفا.

 بعد سيطرة الاتحاد السوفيتي على البلاد عام 1940م توقفت الصلاة في مسجد مدينة نارفا، ثم ُمّر المسجد في العام 1944م خلال الحرب العالمية الثانية، وخلال ذلك هاجر عدد كبير من التتار إلى الدول الإسكندنافية.

امتهن عدد كبير من تتار إستونيا التجارة، وتزوجوا من إستونيات، وأصبحوا جزءا من المجتمع الإستوني.

عدد المسلمين اليوم في إستونيا عموما يتراوح بين 10-20 ألف مسلم، بينهم حوالي ثلاثة آلاف تتري لهم جمعياتهم الإسلامية والإجتماعية في عدد من المدن.

هذا ورغم وجود محاولات عدّة لبناء مسجد جامع في العاصمة إلا أنها لم تكلل بالنجاح حتى الآن.

نشر التتار الإسلام في دول البلطيق، وحرصوا على إقامة شعائرهم والحفاظ على لغتهم وتقاليدهم وأعرافهم.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

أوكرانيا برس

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022