التحركات العسكرية الروسية وانتقادات الكرملين اللاذعة لأوكرانيا تثيران أسئلة عديدة حول أهداف موسكو، كما تثيران قلقا بشأن ما يحمله المستقبل للمنطقة.
ضم روسيا شبه جزيرة القرم بعد استيلائها عليها، وغزوها شرقي أوكرانيا، قوبل برد غربي قوي كان من مظاهره المساعدات العسكرية الغربية الكبيرة لأوكرانيا، وحشد لقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في المنطقة، وفرض عقوبات غير مسبوقة من قبل الغرب على روسيا.
هناك أسبابا عديدة تدعو للقلق بشأن ما قد يتمخض عنه الوضع؛ فقد أفاد موقع بوليتيكو (Politico) في الأول من نوفمبر الجاري بأن صور الأقمار الصناعية أظهرت "حشدًا للوحدات المدرعة والدبابات والمدفعية ذاتية الدفع" في روسيا بالقرب من بيلاروسيا، كما نقلت وحدات من الدبابات كانت قرب موسكو إلى الحدود الروسية الأوكرانية.
كما أثارت تحركات عسكرية أخرى في سبتمبر الماضي قلق الغرب، حيث أجرت روسيا وبيلاروسيا تدريبات عسكرية ضخمة "أقوى بكثير" مما كانت عليه قبل 4 سنوات.
وحشدت روسيا قوات كبيرة بالقرب من أوكرانيا وشبه جزيرة القرم خلال الربيع الماضي، مما أثار قلق القيادة الأميركية في أوروبا التي قابلت الخطوة الروسية برفع مستوى تأهبها.
ويرى السفير السابق أنه رغم تلك التحركات فإن نوايا الكرملين بشأن أوكرانيا لم تتضح بعد، ووصف رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية مارك ميلي في وقت سابق الشهر الجاري التحركات الروسية بأنها ليست "ذات دافع عدواني".
لكن شبكة "سي إن إن" (CNN) ذكرت أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، أعرب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارة لموسكو في وقت سابق من الأسبوع الجاري عن قلق بلاده "الجدي" بشأن الحشد العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية.
كما حذر وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن في العاشر من نوفمبر الجاري موسكو من ارتكاب "خطأ فادح" في أوكرانيا، بحسب مقال "ذا هيل".
موسكو ربما تسعى فقط من خلال تحركاتها العسكرية تلك إلى ثني الغرب عن تقديم مزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا، لكن مزيدا من التصعيد الروسي ضد أوكرانيا قد يجر الدول الغربية لاتخاذ إجراءات أقوى بحقها، وقد تعطي الإجراءات التي اتخذها الغرب ضد روسيا عام 2014 فكرة عن تلك التي يمكن اتخاذها مجددا لجعل روسيا تدفع ثمنا باهظا جراء تهديداتها.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".
الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022