"المطبعة الإسلامية".. المطبعة الأشهر في شمال القوقاز

المطبعة الإسلامية في داغستان لعبت دورا هاما في حركة النهضة الثقافية والعلمية
نسخة للطباعة2021.10.22

د. أمين القاسم - باحث في تاريخ المنطقة

في بداية القرن العشرين، كان في داغستان حوالي 10 مطابع، ثلاث منها طبعت كتبا باللغة العربية، وهي مطبعة "كاسبي" تأسست عام 1876م في مدينة "بورت بتروفسك" وبدأت الطباعة بالعربية منذ العام 1904م، ومطبعة إ. ناخيباشوف طبعت بالعربية منذ العام 1910م، و"المطبعة الإسلامية" وهي موضوع حديثا.

مؤسس "المطبعة الإسلامية" هو المفكر والناشر الداغستاني محمد ميرزا الموراوي (أو موارايف) الجوخي (1878-1964م)، ووالده هو العالم: محمد علي الجوخي (المتوفى 1902م).

وكان محمد الموراوي قد تعلّم صنعة الطباعة والنشر في شبه جزيرة القرم على يد المفكر القرمي إسماعيل غسبرنسكي (1851-1914م) في مطبعته "ترجمان"، ثم افتتح محمد الموراوي عام 1907م مكتبة لبيع الكتب حملت اسم "دار الكتب"، حوت كتبا من تركيا ومصر وقازان وبغجه سراي.

بعد شراء آلات الطباعة الألمانية من تركيا، ومحاولات عديدة للحصول على التراخيص اللازمة لفتح دار للطباعة من السلطات الروسية، بدأت "المطبعة الإسلامية" بالعمل في أواخر عام 1907 بداية العام 1908م، في مدينة "تيمور خان شورا"، والتي كانت عاصمة داغستان (وتسمى اليوم: مدينة بويناكسك).

وكانت المطبعة تعتمد طريقة الطباعة الحجرية المنتشرة وقتها، ثم جلب الموراوي معه من تركيا قوالب جديدة للأحرف العربية بغرض تطوير عملية الطباعة.

وفي بداية القرن العشرين أصبحت مدينة "تيمور خان شورا" بفضل"المطبعة الإسلامية" مركزا هاما لطباعة الكتب الإسلامية والعربية في شمال القوقاز خصوصا، وروسيا القيصرية عموما.

أصدرت المطبعة الإسلامية كتابا بعنوان "فهرس الكتب" حوى أسماء جميع الكتب التي أصدرتها المطبعة والموجودة في "دار الكتب" في الفترة بين العامين 1908- 1914م، وقد زاد عددها عن 800 عنوان، فمثلا كان عدد العناوين المطبوعة في تلك الفترة بين هذين العامين باللغة العربية هو 102 عنوان.

وقد ساعد محمد الموراوي في إدارة المطبعة العالم الداغستاني: أبو سفيان أكايف (1872-1932م) وعدد من الكتاب والمفكرين الداغستانيين.

أصدرت المطبعة آلاف النسخ من الكتب باللغات: العربية والروسية والفارسية والتركية، ولغات شعوب شمال القوقاز، وطبعت المطبعة المصحف الشريف عدة مرات، وكتب في علوم الشريعة والأدب واللغة والتاريخ والمنطق وغيرها، كذلك أصدرت الكتب المدرسية والتقاويم الإسلامية وطبعت الجرائد والمجلات.

يذكر أن اللغة العربية كانت منتشرة بين شعوب داغستان منذ الفتح الإسلامي إلى العقد الثالث من القرن العشرين.

صادر الشيوعيون عام 1918م جميع أملاك ومحتويات المطبعة الإسلامية، وحولوا مبناها لمطبعة لخدمة الفكر الشيوعي.

لقد قامت "المطبعة الإسلامية" بدور هام في حركة النهضة الثقافية والعلمية لشعوب داغستان وشمال القوقاز في بداية القرن العشرين.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

أوكرانيا برس

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022