شهدت مدينة زابوريجا في جنوب شرق أوكرانيا حدثا احتفاليا خاصا بمسلمي المدينة وضواحيها، لكنه قوبل باحتفال واهتمام شعبي واسع في مجتمع زابوريجا، لاسيما من قبل إدارتها، ومختلف الكنائس والمنظمات المدنية فيها.
الحدث كان افتتاح "المسجد الجامع"، بعد عملية توسعة كبيرة، تهدف إلى تلبية حاجة المسلمين، سواء في مجال التعبد، وخاصة في أيام الجمعة والأعياد، وكذلك في مجال تعليم أبناء المسلمين، وتعريف غير المسلمين بالإسلام.
بيت ثم مركز ثم مسجد جامع
للمسجد الجامع في زابوريجا قصة لافتة، فقد بدأ قبل أعوام ببيت صغير، ضم جمعية "الإيمان"، التابعة لاتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد"، تم توسع قليلا وأصبح مركزا إسلاميا مصغرا، حمل اسم وشعار "الإيمان" أيضا.
أما حلم التوسعة، ليصبح المركز مسجدا جامعا، فقد بدأ بمبادرة مدير المركز قبل سنوات، د. بلال خالد، وهو طالب لبناني درس في إحدى جامعات المدينة.
سعى د. خالد لتوسعة المركز ببناء طابق ثان على الأقل، وبتوفيق من الله، وبجهود شخصية وجماعية، ثم بدعم أهل الخير والإحسان، تم ذلك؛ لكنه (د. بلال خالد) أنهى دراسته وغادر، قبل الانتهاء من "المشروع الحلم".
ثم أكمل المشوار آخرون في إدارة المركز، وكان من آخرهم وأبرزهم د. حمزة عيسى، المشرف على المشاريع في اتحاد "الرائد"، والشيخ محمد ماموتوف - إمام وخطيب مسجد المركز.
يقول عيسى: "تعاظمت الحاجة إلى وجود المسجد بحكم زيادة أعداد المسلمين في المدينة وضواحيها، خاصة بعد نزوح الآلاف منهم عن مناطق الشرق المتوترة، ومعظمهم من "تتار كازان" المسلمين".
ويضيف: "بفضل الله، ورغم الضائقة التي عشناها خلال السنوات القليلة الماضية، اكتملت عملية التوسعة، بصورة مشرفة، تليق بصرح للإسلام والمسلمين في زابوريجا".
مشاعر مختلفة
الاحتفال، الذي حضره ممثلون على إدارة المدينة، وكنائسها، ومنظماتها المدنية، وعن اتحاد "الرائد"، والإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا "أمّة"، كان منصة للكثير من المشاعر، التي عبر عنها المتحدثون.
ضيوف الحدث، من غير المسلمين، اعتبروا أن وجود المساجد عامل رئيس لتعزيز أواصر التفاهم والتعايش في مجتمع زابوريجا، استنادا إلى تعاون سابق ومستمر لخدمته ومحاربة آفاته.
أما الشيخ سعيد إسماعيلوف - مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا "أمّة"، فوصف المسجد بالملاذ الآمن لمسلمي المنطقة، وبالمنارة التي تهدي إلى الإسلام، وتعكس صورته على أفضل وجه.
واعتبر أ. سيران عريفوف، رئيس اتحاد "الرائد"، أن "افتتاح المسجد -بفضل الله- خير ختام لإنجازات الاتحاد في دورته الحالية، التي تنتهي بنهاية العام الجاري".
عودة بلال
بهجة الحدث ومفاجأته كانت حضور ذلك الطالب الذي كرس جزءا كبيرا من وقته لخدمة مسلمي زابوريجا في أعوام الدراسة، وغادر قبل أن يرى حلمه النور.
جاء د. بلال خالد خصيصا من لبنان ليحض حفل الافتتاح، فعمت السعادة قلوب كل من عرفه، وسارع الناس إلى احتضانه، فرحا برؤيته، وتقديرا لجهوده.
أوكرانيا برس
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022