انقلاب تونس.. ضربة النموذج الناجح للربيع العربي

نسخة للطباعة2021.07.26
إيليا كوسا - خبير في "المعهد الأوكراني للمستقبل"

بقرار من الرئيس قيس سعيد، عُلّق عمل البرلمان التونسي، وأقيل رئيس الوزراء، ورفعت الحصانة عن النواب، وتم إحضار القوات إلى العاصمة.

هذا الانقلاب يتوج الأزمة الأزمة السياسية، التي استمرت أكثر من عام بسبب الصراع داخل مثلث (الرئيس ومجلس النواب ورئيس الوزراء).

بمعنى آخر، ما حدث هو ضربة لتونس، باعتبارها التجربة الوحيدة الناجحة للربيع العربي، وكدول ديمقراطية لم يبنها الآخرون.

أراد الكثيرون أن تكون تونس مثالا يحتذى به، خاصة بالنسبة لمناهضي الثورة في سوريا أو ليبيا. ووسائل الإعلام الغربية روجت بشغف لتونس، على أساس أن "الربيع العربي" جلب الخير أكثر من الفوضى. 

النتيجة في تونس كانت شبه ديمقراطية ضعيفة، مشلولة بسبب الخلافات المستمرة، التي لم تنجح على مدار 10 سنوات بالخروج من الأزمة.

الكثير الناس في تونس أحبوا "مناورات الرئيس الجريئة"؛ لأنهم شعروا بخيبة أمل من قادتهم السياسيين والنظام، ما شكل حنينا إلى إلى زمان "الاستقرار الاستبدادي".

طبعا، لم يرغب أحد في إعادة زين العابدين بن علي المخلوع، فقد كان جثة سياسية ، لكن الأصل (الأبوي) كامن لدى التونسيين، ولم يزل (إرث الحبيب بورقيبة).

بالإضافة إلى ذلك ، يُنظر إلى قيس سعيد على أنها "شعبوي"، أصبح فجأة رئيسا في تحد للسياسيين التقليديين.

بالنسبة لجزء من السكان، سعيد هو شخص يمثلهم، تم إلقاؤه في النظام للسيطرة عليه من الداخل. وهو بذلك يؤدي المهمة، لأن الأساليب الأخرى أثبتت عدم جدواها.

الوضع في تونس هو أيضا فشل للإسلاميين في حركة "النهضة"، الذين أصبحوا الفائزين الرئيسيين في ثورة 2010-2011.  

خلال هذه السنوات العشر، احتفظوا بالسلطة بمهارة، وظلوا أحد أكثر الأحزاب نفوذا وحجما في البرلمان. 

لكنهم فشلوا في الحصول على موطئ قدم في السلطة، وفقدوا جزءًا من رأسمالهم السياسي، والآن يمكن لأفعال الرئيس أن تلغي إنجازاتهم المتواضعة.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

أوكرانيا برس - وسائل التواصل الاجتماعي

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022