شمسي أسد الله.. ثري ومحسن أذري

د. أمين القاسم - باحث في تاريخ المنطقة

شمسي أسدواللايف (1840- 1913م): تاجر نفط أذربيجاني، ولد في إحدى قرى باكو في عائلة مزارع فقيرة، عمل عند أحد الأغنياء الروس في الصناعات النفطية وتدرج في وظائفه الإدارية حتى أصبح، بجده، مديرا لأحد المنشآت النفطية.

أسّس شمسي آغا عام 1874م مكتب خاص لإستخراج النفط، تحول هذا المكتب عام 1893 إلى شركة نفطية كبيرة، لها فروع في روسيا وإيران وتركستان وفنلندا، وامتلك عام 1897م ثلاث ناقلات نفطية، وانتقل للعيش في موسكو عام 1903م، وامتلك في العام 1910م 37 بئرا لإنتاج النفط، ومد شبكة كبيرة من خطوط أنابيب نقل النفط . ومع حلول عام 1913م قُدرت ثروته ب 10- 12 مليون روبل روسي.

أعماله الخيرية:

قام شمسي أسد الله آغا بمجموعة من الأنشطة الإجتماعية والخيرية، وقد أكسبته احتراما وشهرة بين مسلمي روسيا. وكان عضوا في جمعية سانت بطرسبورغ الخيرية الإسلامية لبناء مسجدها.

فقد خصص أموالا ضخمة لبناء أول مدرسة رسمية في باكو (1901-1904م)، وهي اليوم مبنى لجامعة الإقتصاد الحكومية الأذربيجانية.

كذلك أنشأ منحتين دراسيتين للمسلمين باسمه في أكبر معهد لإعداد المعلمين في القوقاز، وهو معهد الكسندر في تيفليس (تبليسي اليوم).

وبنى على نفقته الخاصة مسجدا جميلا في قريته أمراجان (لاحقا تم هدمه في الحقبة الشيوعية). وبنى في باكو مدرسة لأطفال موظفي شركته، وقدّم مساعدات سخية لموظفيه وللفقراء.

أهدى أحد قصوره المكون من ثلاث طوابق في موسكو، والمسمى "بيت أسد اللايف" عام 1914م للجمعية الإسلامية في موسكو، وأصبح يسمى "المركز الثقافي التتري"، وكان به مدرسة إسلامية للأطفال. وقد عقد في هذا المبنى المؤتمر الإسلامي الأول في عموم روسيا في 1 مايو من عام 1917م.

كما اهتم أسد الله آغا بالعلم والثقافة فقد دفع تكاليف دراسة عشرات من الشباب الأذربيجاني الموهوب في جامعات ألمانيا وفرنسا ووارسو وقاوان وكييف وموسكو وأوديسا وسانت بطرسبورغ وخاركوف. كما اشترى في موسكو قطعة أرض لكي يبني عليها مدرسة حكومية لأبناء المسلمين، ودارا للأيتام.

توفي -رحمه الله- في مدينة يالطا بالقرم، ودفن في قريته.

ابنه ميرزا أسد الله كان وزير الصناعة والتجارة (1918-1920) في جمهورية أذربيجان الديمقراطية، وعضواً في برلمانه، وإحدى حفيداته هي الأديبة الفرنسية بانين (أم البنين).

بعد انهيار جمهورية أذربيجان الديمقراطية عام 1920م، صادر البلاشفة جميع ممتلكات عائلته، وغادر معظم أفراد عائلته البلاد.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)