بداية حرب هتلر على الاتحاد السوفييتي.. ثمانون سنة من العار

نسخة للطباعة2021.06.22
ميخايلو دوبينيانسكي - محلل سياسي

تقترب الذكرى الثمانين لغزو هتلر اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية؛ وأوكرانيا، كما هو متوقع، تولي اهتماما أقل بهذه الذكرى السنوية، مقارنة بروسيا المجاورة.

اكتسب تاريخ 22 يونيو 1941 دلالة مثيرة للجدل إلى حد ما في مجتمعنا، فغالبًا ما يُنظر إلى هذا التاريخ كنقطة انطلاق خاطئة تفرضها موسكو، لإخفاء البداية الحقيقية للحرب العالمية الثانية بالنسبة لأوكرانيا والأوكرانيين.

من الواجب التأكيد على أن الحرب العالمية الثانية اندلعت -في الواقع- في خريف عام 1939. على النقيض من الرواية السوفيتية التقليدية - في 22 يونيو؛ وفي الساعة الرابعة صباحا، تم قصف كييف، وأعلنوا لنا أن الحرب قد بدأت.

على الرغم من اندلاع الحرب العظمى في أوكرانيا عام 1939، إلا أن معظم الأوكرانيين لم يتأثروا بالحرب حتى عام 1941.

بالنسبة للسكان المدنيين في المناطق الوسطى والشرقية، كان 22 يونيو هو الحد الذي غير طريقة الحياة السابقة؛ ومن الغريب التظاهر بأن هذا اليوم ليس حدثا مصيريا ومأساويا في التاريخ الأوكراني.

إهمال السنة الحادية والأربعين غير مجد حتى من وجهة نظر أيديولوجية. على الرغم من دخول الاتحاد السوفييتي الحرب العظمى في عام 1939، إلا أنه في عام 1941 تجاوزت الحرب ما كان مخططا ومقبولا لإمبراطورية الكرملين.

وفي هذا الصدد، يبدو أن 22 يونيو يشكل دليلا أكثر وضوح ضد النظام الستاليني.

ينبغي التركيز على التعاون السوفييتي مع النازيين، وعلى دور الكرملين في إطلاق العنان للمذبحة العالمية، وعلى التقسيم الرابع لبولندا وضم دول البلطيق.

من العبث أن نعيب على ستالين اتفاقية مولوتوف-ريبنتروب، أو أحداث أخرى وقعت في عام 1939-1940؛ تمام كما لا جدوى من لوم بوتين المعاصر إزاء ضم شبه جزيرة القرم.

العار الحقيقي لأي ديكتاتورية هو أن تكون ضعيفة وعاجزة ولا يمكنها الدفاع عن نفسها أمام العدو الخارجي. هذه بالضبط الطريقة التي ظهرت بها الإمبراطورية الستالينية المتحاربة في 22 يونيو 1941.

قبل ثمانين عاما، وقعت الحرب التي كانت موسكو تستعد لها سنوات عديدة على عاتق الاتحاد السوفييتي. الحرب ذاتها التي ارتبط بها الكرملين مع العديد من الخطط والآمال الطموحة.

الحرب ذاتها التي شارك فيها الاتحاد السوفياتي بشكل مباشر، والتي بدت لأكثر من عام ونصف قابلة للإدارة ومفيدة للنظام السوفيتي (1939-1941)، ثم فجأة خرجت عن السيطرة، مثل نار جهنم.

أمضت الدولة الستالينية أكثر من عشر سنوات بكل مواردها في الاستعدادات لحرب مستقبلية. ألقوا الملايين من الأرواح في أفران التصنيع، وأنشأوا أقوى القوات المسلحة في القارة، وأقاموا أساطيل من الدبابات وأسراب من المقاتلات الجوية. وإذا بنا نشهد الانهيار السريع للآلة العسكرية السوفييتية في يونيو 1941.

أُخذت البلاد على حين غرة في يونيو 1941، وأدى التراجع إلى إعطاء العدو الغازي ما يقرب من نصف عدد السكان، وفقدان الأراضي بما يعادل ثلاث أضعاف مساحة فرنسا، ليغرق في الدماء ويدفع ثمن الانتصار سبعة وعشرون مليون إنسان.

سقطت جميع الحسابات والاستعدادات والاستراتيجيات السوفييتية في الثقب الأسود، الذي كان لابد من سدّه بشكل متشنج بموارد الإمبراطورية الروسية التي لا تنضب. وإذا لم يكن هذا فشلا ملحميا، فما الذي يمكن اعتباره فشلا مخزيا؟.

لكن الأهم من ذلك، أنه، في يونيو 1941، انهارت فكرة المكر المرعب، والمهارة الشيطانية والكفاءة الرهيبة للكرملين.

كان ذلك قبل ثمانين سنة، وما زال كذلك حتى يومنا هذا.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

الإعلام المحلي

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022