محلل روسي: تعاون تركيا العسكري مع "مثلث لوبلين" يهدد أمننا

نسخة للطباعة2021.06.01
أندري كوريبكو - محلل سياسي روسي 

اتفاق بولندا على شراء طائرات هجومية تركية بدون طيار يكشف عن رغبة أنقرة في تعزيز المشاركة العسكرية مع "مثلث لوبلين" (الذي يضم بولندا وليتوانيا وأوكرانيا) من أجل تحقيق التوازن مع المكاسب الجيواستراتيجية الأخيرة لروسيا في منطقتي البحر الأسود والبحر المتوسط، ويهدف إلى "احتواء" النفوذ الروسي في وسط وشرق أوروبا.

العلاقات الروسية التركية معقدة جدا، ولكن يمكن وصفها في الوقت الحاضر بأنها "منافسة ودية" بين خصمين تاريخيين قرر قادتهما في النهاية تنظيم هذه الديناميكية بشكل مسؤول من أجل الاستقرار داخل مناطق نفوذهم المتداخلة.

تعزيز الولايات المتحدة للقدرات العسكرية الهجومية لبولندا يختلف عن الدعم العسكري التركي، لا سيما بالنظر إلى الطبيعة الحساسة للعلاقات الروسية التركية المعاصرة، وما يرتبط بها من ضرورة عدم الإخلال بالتوازن الهش بينهما.

بولندا تطمح إلى الهيمنة الإقليمية من خلال هذه المنصة (مثلث لوبلين)، وهي جوهر "مبادرة البحار الثلاثة"، التي يمكن أن تساعدها أيضا في تقليل نفوذ ألمانيا في هذا الفضاء الاستراتيجي، كاستجابة غير متكافئة لحرب جارتها الهجينة المستمرة ضدها، وخاصة إذا سمحت الولايات المتحدة عمليا بإكمال خط أنابيب "نورد ستريم 2" الذي تشك وارسو في استكماله.

مدينة كالينينغراد الروسية تمثل الهدف الواقعي الوحيد للطائرات بدون طيار التركية الجديدة لبلد في وسط أوروبا.

على الرغم من أن روسيا ليس لديها أي نية على الإطلاق لمهاجمة تركيا، وذلك بسبب الاتفاق البراغماتي لقادتها لتنظيم "المنافسة الودية" ضمن "مناطق نفوذهما" المتداخلة، وأيضا لتجنب سيناريو الحرب العالمية الثالثة المروع مع الناتو، فربما تكون أنقرة قد فعلت ذلك خشية اندلاع حرب بين روسيا والناتو.

مما يثير قلق روسيا هو أنها ربما لم تعتقد قط أن شرق ووسط أوروبا ستصبح مسرحًا لـ "المنافسة الودية" مع تركيا.

على عكس التحركات التركية في جنوب القوقاز (أذربيجان)، والمشرق العربي (سوريا)، وشمال إفريقيا (ليبيا)، فإن مبيعات الطائرات بدون طيار الهجومية لهاتين الدولتين (في مثلث لوبلين) تؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي لروسيا.

التحركات الروسية في جنوب القوقاز (أبخازيا وكاراباخ الأذربيجانية) والبحر الأسود (القرم) والمشرق (سوريا) لا تشكل أي تهديد من هذا القبيل للأمن القومي التركي، حيث أن موسكو لا تزال تسيطر بشكل كامل على قواتها هناك.

بعض المناقشات الصريحة بين قادة تركيا وروسيا قد تكون وشيكة إذا اعتقدت روسيا أن مبيعات الطائرات التركية بدون طيار الهجومية لدول مثلث لوبلين تلك يمكن أن تؤثر سلبا على التوازن العسكري.

الأمر سيظل مقلقا إذا كانت تركيا تفعل ذلك فقط من أجل الأعمال التجارية، ولكن الأسوأ من ذلك إذا كان ذلك لغرض استراتيجي أكبر، ولكن، في كلتا الحالتين، يمكن تفسير هذه الخطوة على أنها "غير ودية"، وربما تكون أيضا "وسيلة تركية خبيثة" لإعادة التوازن بينها وبين روسيا.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

ترك برس

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022