ماذا تعرف عن شعب تتار سيبيريا؟

مسجد منيرا في مدينة كيميروف بسيبيريا
نسخة للطباعة2021.05.07

د. أمين القاسم - باحث في تاريخ المنطقة

نشأت سلالة تتار سيبيريا (أو تتار غرب سيبيريا، أو سيبير تاتارلار) من خلال تمازج وتعايش مجموعات من القبائل فيما بينها: الأويغور، وشعب السامويدي (شعب سيبيريا الأصلي)، وقبائل ناطقة بالتركية، ومجموعة من القبائل التتار المغولية، وانضم لهم لاحقا البخاريون.

يتمركز تتار سيبيريا في المقاطعات الوسطى والجنوبية من سيبيريا: نوفوسيبرسك، كيميروفسك، تومسك، أومسك، تيومين، ويعيش بعضهم في كازاخستان وبعض جمهورية آسيا الوسطى. وعددهم اليوم يزيد عن 600 ألف نسمة. وقد بدأ تتار سيبيريا باعتناق الإسلام منذ القرن الثالث عشر الميلادي.

قامت على الأراضي السيبيرية عدة دول منذ القرن الحادي عشر الميلادي، وكانت الخانية التترية أقدم وأول دولة أسسها التتار السيبيريون في القرن 14م، وكان مركزها مدينة تشيمغي- تورا، وهي المعروفة اليوم بمدينة تيومين. 

استقلت خانية سيبير بعد انهيار القبيلة الذهبية المغولية في القرن الخامس عشر الميلادي من عام 1468 إلى 1588م. وأصبحت مدينة سيبير (التي كانت تسمى كاشليك ثم إسكر) عاصمة الخانية حوالي عام 1495م. حكمها 9 خانات، وبعد سيطرة روسيا عليها حكمها 10 خانات مُعيّنين من جانب الروس حتى القرن الثامن عشر الميلادي، وقد عدّت سيبيريا بوابة الروس للتوسع شرقا.

قام التتار السيبيريون بالتعاون مع إخوانهم البشكير بعدة ثورات ضد الحكم الروسي في القرنين السابع عشر (1633- 1635) و(1662- 1664) و(1681- 1684)، والقرن الثامن عشر (1704-1711) و(1735- 1740).

أشهر خانات سيبيريا:

  • الخان أبو الخير (حكم من 1428- 1468م)، وقد سك العملة في العاصمة تشينغي- تورا. 
  • الخان محمد تايبوغا (حكم بين عامي 1495- 1502م)، وهو الذي نقل العاصمة إلى كاشليك ونسبة لها سميت الخانية بالسيبيرية.
  • الخان كوتشوم (حكم بين عامي 1563- 1583م) الذي حكم أراضي واسعة.
  • السلطان دولت غيراي (حكم 1662- 1665)، الذي حارب الروس عدة سنوات.

تعرض التتار في غرب سيبيريا للترحيل من جانب السلطات الروسية القيصرية، وفي العهد الشيوعي أغلقت وصودرت مساجدهم، وتم ملاحقة أئمتهم، وجُلبت عدة شعوب للعيش على أراضيهم، إذ كانت سيبيريا منفى وسجنا للمعارضين.

من الأعمال الرئيسية التي يمارسها التتار السيبيريون الزراعة وتربية الحيوانات إضافة للصيد البري والنهري، والتجارة.

يتحدث التتار في سيبيريا الروسية إضافة إلى اللغة التترية السيبيرية، والتي يعتبرها بعض اللغويون لهجة شرقية من لجهات التترية، وهي إحدى اللغات التي اعتبرتها منظمة اليونسكو مهددة بالإنقراض، ولها عدة لهجات تختلف بين مدينة وأخرى، وكانت تكتب بالأبجدية العربية حتى العام 1928م.

تتار سيبيريا مسلمون سنة، بعد سقوط الإتحاد السوفيتي أسس مسلمو سيبيريا عام 1997م "الإدارة الدينية لمسلمي سيبيريا والشرق الأقصى"، والتي سميت لاحقا: "الإدارة الدينية لمسلمي القسم الآسيوي الروسي". وهي هيئة تشرف على شؤون المساجد والجمعيات الإسلامية والأئمة في مقاطعات سيبيريا، وأصدرت في العام 1999م صحيفة "مسلمو سيبيريا".

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

أوكرانيا برس

العلامات: 
التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022