حذر سفير الولايات المتحدة السابق لدى روسيا من أن "التوترات المستمرة بين روسيا وأوكرانيا قد تؤدي إلى حرب شاملة بين جيشين هائلين للغاية".
وقال مايكل ماكفول الذي شغل المنصب بين عامي 2012 و2014 عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم إن "أوكرانيا لن تتردد في الرد إذا قرر الكرملين شن هجوم على الجانب الشرقي من البلاد لتحرير المتحدثين باللغة الروسية المقيمين هناك".
وأضاف ماكفول لبي بي سي يوم أمس الإثنين "إذا حدث ذلك، فإن الحكومة الأوكرانية والجيش الأوكراني سيردان، وليس لدي أدنى شك في أنهم سيفعلون، وبعد ذلك ستندلع حرب في أوروبا بين جيشين هائلين للغاية".
وتأتي تصريحات السفير السابق بعد أن قال مذيع الأخبار الروسي "ديمتري كيسليوف" إن البلاد "على بعد خطوة واحدة من الحرب"، ووصف أوكرانيا بأنها دولة "نازية"، وأضاف أن "روسيا يمكن أن تُجبر على نزع النازية بالقوة، وذلك سيؤدي إلى الانهيار الاقتصادي والعسكري لأوكرانيا".
وفي الأسابيع الماضية، يعتقد أن روسيا حشدت حوالي 80 ألف جندي في شبه جزيرة القرم وعلى طول الحدود الشرقية لأوكرانيا، إضافة إلى آلاف الدبابات والمدفعيات والمركبات المدرعة ومركبات الدعم، وفقا لصحيفة "إندبندنت" البريطانية.
ويتزامن الحشد العسكري مع انهيار أحدث اتفاق لوقف إطلاق النار في الصراع المستمر بين أوكرانيا والانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا، والذين يقاتلون الحكومة هناك منذ سنوات.
ولم تعزز روسيا وجودها في تلك المنطقة إلى هذا الحد منذ ضم شبه جزيرة القرم، مع تقارير محلية ودولية مختلفة في الأيام القليلة الماضية تشير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعاد نشر "طائرات" كانت موجودة بالقرب من الحدود الإستونية، وأرسل 10 قطع بحرية من أسطول بحر قزوين لتعزيز أسطول البحر الأسود، وردا على ذلك أرسلت الولايات المتحدة سفينتين حربيتين إلى البحر الأسود.
ودعا العديد من قادة الاتحاد الأوروبي بوتين للتهدئة، بما في ذلك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي طلبت التخلي عن الحشد العسكري خلال مكالمة هاتفية الأسبوع الماضي.
وفي غضون ذلك قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب يوم الأحد الماضي إنه ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "اتفقا على أن على روسيا أن تهدئ الموقف على الفور وأن تفي بالالتزامات الدولية التي وقعت عليها في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا".
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن "لا أحد يخطط للحرب، وبشكل عام لا أحد يقبل احتمال وقوع مثل هذه الحرب، ولا أحد يقبل أيضا بإمكانية نشوب حرب أهلية في أوكرانيا".
ولكن وفي أثناء حديث بيسكوف، واصلت وسائل إعلام روسية مهاجمة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووصفته بأنه "المعتدي"، ومنهم من شبهه بنابليون، وفقا للصحيفة.
وقيل للمشاهدين أيضا أن أوكرانيا "إلى جانب دعم الناتو لها، هي التي عززت وجودها العسكري بالقرب من دونيتسك ولوغانسك"، وهما منطقتان يسيطر عليهما المتمردون الموالون لموسكو في أعقاب الحرب الأهلية عام 2014 والتي أدت إلى أكثر من 14000 قتيل.
وقال مسؤول في الناتو لصحيفة إندبندنت "نحن قلقون للغاية من تصاعد العنف مؤخرا في شرق أوكرانيا. المتمردون المدعومون من روسيا ينتهكون وقف إطلاق النار".
وأضاف "ندعو روسيا إلى إنهاء حشدها العسكري في أوكرانيا وحولها، والتوقف عن دعم المسلحين ووقف التصعيد على الفور. نحث روسيا على احترام التزاماتها بموجب اتفاقيات مينسك".
وردا على سؤال من راديو بي بي سي 4 عن "مدى القلق الذي يجب أن يصله" قادة العالم من الوضع في أوكرانيا، أجاب ماكفول ببساطة "جدا".
وعن تحذير وزير الخارجية الأميركي من "عواقب وتكاليف" التدخل الروسي في أوكرانيا، قال ماكفول إن "هذا لن يثني الجيش الروسي".
وأضاف "لا تغير العقوبات أبدا سلوك بوتين، لكنها قد تغير حساباته قبل أن يقرر اتخاذ خطوة، ويتعين على مجموعة السبع إصدار بيان يدين تصرفات روسيا بدلا من إجبار أميركا على اتخاذ موقف بمفردها".
وتشير فيديوهات وصور لتحركات القوات الروسية، بما في ذلك قوافل المدفعية على طول الجسر الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم والقطارات المحملة بالأسلحة القادمة من الشرق الأقصى مثل سيبيريا.
وشهدت المنطقة يوم الأحد الماضي مقتل جندي أوكراني وإصابة آخر بنيران مدفعية يعتقد أنها جاءت من الانفصاليين الروس، وتقول أوكرانيا إن 27 جنديا قتلوا الآن في المنطقة هذا العام، أي أكثر من نصف عدد الذين قتلوا في عام 2020 بأكمله.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
الحرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022