د. أمين القاسم - باحث في تاريخ المنطقة
كانت مدينة قازان مع بداية القرن العشرين مركزا علميا وثقافيا كبيرا، وتأسست فيها عدة مطابع ودور للنشر باللغات الروسية والتترية والعربية، ومن أشهرها "المطبعة الكريمية".
تأسست "المطبعة الكريمية" في 1 مارس من عام 1900م في مدينة قازان، وكانت أول مطبعة خاصة في قازان، وظلت كذلك حتى العام 1905م. أسسها الإخوة كريموف الثلاث: شريف جان ومحمد جان وحسن.
والأخوان شريف جان ومحمد جان هما من تلاميذ العلامة التتري شهاب الدين مرجاني (1818- 1889م) مؤسس مدرسة الإصلاح الإسلامية في روسيا القيصرية.
وأصبحت المطبعة الكريمية في غضون سنوات من أنجح المطابع، والإخوة المؤسسين لها من طبقة الأغنياء التتار. ففي عام 1916 كان يعمل في المطبعة 38 شخص، وأسس الإخوة كريموف فروعا لتوزيع الكتب وبيعها في عدة مدن روسية.
وقد قدّم الإخوة كريموف الدعم الكامل للعالم التتري أحمد هادي مقصودي في تأسيسه لأول مكتبة إسلامية عامة، من خلال تأمين المكان الخاص بالمكتبة والكتب والمال اللازم لها.
وحسب الباحثين في تاريخ هذه المطبعة فإنها خلال 19 عاما من تاريخها أصدرت أكثر من 1700 عنوان، وطبعت ما يقرب من 20 مليون نسخة، وبلغات متعددة: التترية والروسية والكازاخية والعربية، وبعناوين ومواضيع مختلفة في علوم الإسلام والأدب والفن، ولعلماء ومفكرين عدّة، إضافة لطبع المصاحف والكتب المدرسية والمجلات والجرائد.
بين عامي 1917- 1919م اضطرت المطبعة -تحت ضغط البلاشفة- لطباعة كتب ونشرات لدوائر وهيئات النظام الشيوعي، ولكن سرعان ما أغلق الشيوعيون المطبعة وصادروا ممتلكاتها عام 1919م.
عُدّت المطبعة الكريمية أكبر مطبعة تترية في روسيا القيصرية، وقد ساهمت بفاعلية كبيرة في نشر الثقافة الإسلامية والحفاظ على اللغة التترية من الضياع.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022