تحت عنوان: "هل التسامح على الورق فقط؟"، كتبت صحيفة "صوت أوكرانيا" الرسمية الصادرة عن البرلمان الأوكراني تحقيقا صحفيا تفصيليا، انتقدت فيه "الهجمات الإعلامية التحريضية" على "اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد"، معتبرة أنه أكبر منظمة اجتماعية إسلامية ناشطة في البلاد.
بدأ التحقيق الصحفي باقتباس من أحد "المنتقدين" كما ذكرت الصحيفة، قال فيه: "أوكرانيا تعمل بنشاط على تهيئة الظروف لتنمية التطرف الإسلامي الديني والسياسي، فضلا عن تنامي خطر الأعمال الإرهابية بسرعة".
وأشارت أيضا إلى مقال: "يريدون جعل أوكرانيا مركزا للإرهاب الإسلامي"، نشر في موقع محلي، ثم نقلت عنه عدة وسائل إعلام أخرى على الإنترنت، معتبرة أن "هدف المهاجمين المجهولين كان أكبر منظمة اجتماعية إسلامية ناشطة في البلاد، وهي "منظمة الرائد".
يكتب مؤلف مجهول في ذلك المقال: "من خلال الرائد، يقوم (إرهابيو الإخوان المسلمون) ببناء تشكيل في أوكرانيا، يمكن استخدامه للقيام بأنشطة إرهابية، وتهريب المخدرات، والتهريب، وتدريب المسلحين المتطرفين والانتحاريين".
ترى الصحيفة أن "هذه الحملة التي انضمت إليها أكثر من 12 وسيلة إعلامية، والتكاليف المادية الكبيرة التي خصصت لها، يدفع للاعتقاد بأن طبيعة المقال وأسبابه ترتبط بـ"هجومي إعلامي"".
وترى كذلك أن "هدف المحرضين ليس فقط منظمة إسلامية، أو جمعية تمثل مسلمي أوكرانيا، ولكن أيضا استهداف المجتمع الأوكراني ومؤسسات الدولة ككل".
صحيفة "صوت أوكرانيا" الصادرة عن البرلمان الأوكراني قالت أيضا: "يتعرض مجال المعلومات في البلاد وبيئتها الاجتماعية والدينية للهجوم، وعمليات من هذا النوع، (لرسم صورة سلبية حول بعض المنظمات والطوائف الدينية)، هدفها توجيه الرأي العام نحو أمور تهز البيئة الاجتماعية الأوكرانية من خلال التخويف المنهجي، وإذكاء المخاوف والعداء، وتشويه صورة بعض القضايا في الحياة العامة".
وأضافت: "الهجوم الإعلامي على "الرائد" وإدارة "أمّة" (الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا "أمة") في أغسطس 2020، يأتي في إطار دعاية المحتلين الروس في الدونباس وشبه جزيرة القرم، ومؤلفو المواد التي نشرت، من إدوارد باسورين إلى ماريا كوليدا، لم يستطيعوا إخفاء هذه الحقيقة عن الجمهور".
اقرؤوا أيضا: اتحاد "الرائد" يفتتح تاسع مركز ثقافي إسلامي في أوكرانيا
وأشارت الصحيفة إلى أن "السبب الذي دفعهم لهذه المنشورات والقصص هو افتتاح مركز ثقافي إسلامي في مدينة تشيرنيفتسي، حيث اتُهمت تلك المنظمات الأوكرانية بدعم الإرهاب الدولي، وتجنيد أئمة مسلمين في القوات المسلحة الأوكرانية، ينتمون لداعش، ثم إرسالهم إلى أوروبا من خلال المركز الثقافي الإسلامي في تشيرنيفتسي".
اقرؤوا أيضا: "أوكرانيا بالعربية".. عنوان تمزيق المكون العربي المسلم في أوكرانيا
ولفتت إلى أنه "قبل ذلك، كانت هناك حملة في بعض وسائل الإعلام الأوكرانية والروسية، بعد عمليات بحث في مقر المركز الثقافي الإسلامي وغيره من المساجد في كييف وفينيتسا وسومي وجيتومير خلال شهر مارس 2018، وهي عمليات سببت هجوما قويا وممنهجا على "الرائد" و"أمة"، من خلال مواد إعلامية تتهم هذه المنظمات الإسلامية بدعم الإرهاب ونشر الأفكار المتطرفة وغيرها".
وخلصت الصحيفة إلى أن "التشابه في المواد يشير إلى وجود صلة بين المحرضين على عمليات البحث ومنظمي الحملة الإعلامية. وبالمناسبة، بعد عملية البحث، لم يتم تقديم أي دليل على أنشطة غير قانونية تمارسها تلك المنظمات الإسلامية".
وقال الصحيفة: "ناشدت منظمة "الرائد" وكالات تطبيق القانون تحديد هوية مرتكبي التهم وتقديمهم للعدالة. لكن التجربة تدل على أن مثل هذه النداءات غالبا ما تمر دون إجابة".
اقرؤوا أيضا: عملية تفتيش وثائق المسلمين وغيرها في أوكرانيا.. المفتي إسماعيلوف: "الله يحبنا فيبتلينا"
وختمت بالقول: "القضية الموضحة أعلاه مستمرة حتى اليوم، دون تحقيق العدل، ولهذا تبقى منظمة كبيرة معرضة للخطر، تماما كما تتعرض الدولة والمجتمع الأوكراني كله للخطر. بسبب عدم استعداد (أو فشل الهياكل التي تتعامل مع أمن الدولة)، فإن مقومات المجتمع السليم، فقيم التسامح الديني والثقافي، وحسن الجوار والثقة المتبادلة، يتم تشويهها وتدميرها، وهي قيم تمثل المجتمع والدولة الأوكرانية الحديثة.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
صحيفة "صوت أوكرانيا"
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022