لكي لا يطول الحديث وليبقى محددا تماما، دعونا ننظر إلى الحقائق الواردة من المصادر الأولى فقط.
1- الأكثر أهمية، هو أن الولايات المتحدة ستعود في علاقاتها مع أوكرانيا إلى السياسة التي صيغت فورا بعد ثورة الكرامة، والتي ابتعدت إدارة ترامب عنها جدا، رغم عدم إعلانها عن ذلك رسميا إطلاقا.
حددت التوجهات الرئيسية لسياسة الولايات المتحدة تجاه أوكرانيا، والتي صيغت منذ عام 2014 على يد بيل تايلور، السفير السابق والقائم بالأعمال الأمريكي في أوكرانيا منذ عام 2019، خلال جلسة الاستماع في مجلس النواب بشأن عزل ترامب، قبل نحو عام من الآن. في 14 نوفمبر 2019:
2- تعالوا الآن لنقرأ التصريحات الأخيرة لرئيس الولايات المتحدة المنتخب ونائبته. وستقتنعون بأن هذه الإدارة ستحافظ على النهج السياسي هذا وستعمل على تعميقه بشتى الطرق.
فلقد أعلن جو بايدن في بيان خاص بمناسبة يوم استقلال أوكرانيا في 24 آب/أغسطس 2020: "بصفتي عضوا في مجلس الشيوخ ونائبا للرئيس، أيدت بشدة رغبة أوكرانيا الحالية في أن تصبح دولة أوروبية ديمقراطية حديثة، يمكن لجميع مواطنيها العيش في سلام ورخاء. لقد اطلعت من المصادر الأولية على التقدم الذي أحرزته أوكرانيا خلال زياراتي الست لها كنائب للرئيس. اطلعت من خلال المحادثات التي أجريتها مع القادة الأوكرانيين والمواطنين العاديين على صعوبات السنوات الست الماضية، عندما حاربت أوكرانيا على جبهتين: في الحرب ضد روسيا في الشرق وفي الحرب من أجل سيادة القانون في الداخل.
بعد ثورة الكرامة، ساعدت إدارة أوباما وبايدن أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد الغزو الروسي. لقد استخدمنا العقوبات القاسية لمعاقبة موسكو على عدوانها ووحدنا حلفائنا لتزويد أوكرانيا بالدعم المالي والسياسي والعسكري الذي تحتاجه لمواجهة العدوان الروسي. لقد أيدنا الإصلاحات التي أرادها الأوكرانيون بشدة وضغطنا على القادة الأوكرانيين من أجل محاربة الفساد، لأن أوكرانيا المستقرة المستقلة الديمقراطية المزدهرة مفيدة أيضا للولايات المتحدة.
في المقابل، يرفض الرئيس ترامب مواجهة فلاديمير بوتين والعدوان الروسي المتواصل على أوكرانيا، حتى أنه لمح مرارا إلى أن القرم أرض روسية شرعا. كما وحجب المساعدة العسكرية الحيوية في محاولة لإجبار الرئيس الأوكراني زيلينسكي على التدخل في الانتخابات الرئاسية لعام 2020. فأقال الدبلوماسيين المحترفين في عملية تشكيل سياستنا تجاه أوكرانيا واضعا مرارا مصالحه الشخصية فوق مصالح الولايات المتحدة.
كرئيس، سأوضح دون شك للكرملين أنه يجب عليه إيقاف عدوانه على أوكرانيا واحتلاله أراضيها. سوف تضمن إدارة بايدن هاريس حصول أوكرانيا على الدعم الاقتصادي والعسكري الذي تحتاجه، بما في ذلك الأسلحة الفتاكة، وسوف تحثها على متابعة الإصلاحات الرئيسية والحيوية جدا لازدهارها. سنعمل سويا من أجل الاحتفال بعيد استقلال أوكرانيا كدولة مسالمة موحدة ذات سيادة وديمقراطية ومزدهرة".
كامالا هاريس أجابت في مقابلة على الأسئلة المطروحة حول السياسة التي ستتبع تجاه روسيا وأوكرانيا، قائلة: "استخدمت روسيا في كل من أوكرانيا وجورجيا القوة العسكرية للاستيلاء على الأراضي وإسقاط الحكومات المنتخبة ديمقراطيا. إن الاحتلال الروسي غير المشروع للقرم، هو انتهاك خطير للمعايير الدولية التي اتبعها العالم منذ الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى دعمها للأعمال القتالية في شرق أوكرانيا وتنفيذها الهجمات الإلكترونية. لقد لقي آلاف الأشخاص حتفهم نتيجة للعدوان الروسي، ومن بينهم 298 مدنيا قتلوا عندما أسقط صاروخ روسي طائرة تابعة للخطوط الجوية الماليزية عام 2014. أنا سأستمر في دعم أوكرانيا وضمان أن الولايات المتحدة تؤكد بشكل لا لبس فيه على سيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية. كما وأود أن أعطي أولوية قسوة للعمل مع حكومة أوكرانيا من أجل تعزيز قواتها المسلحة وتمكين المجتمع المدني ومكافحة الفساد بالتعاون الوثيق مع شركائنا الأوروبيين. وبخلاف المقيم حاليا في البيت الأبيض، سأواجه بوتين باستمرار في الدفاع عن القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والقانون والنظام الدوليين".
آمل أن يكون من غير المنطقي التعليق على هذه المصادر الثلاثة الأساسية، التي تتحدث بكل وضوح عن نفسها.
مع انتخاب الرئيس الأمريكي جو بايدن، صديق أوكرانيا والإنسان الملتزم بشدة بقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، تحصل أوكرانيا على دعم كبير في الحرب ضد المعتدي وفرص كبيرة للمضي قدما نحو التكامل الأوروبي الأطلسي والبناء اللاحق لدولة حديثة ديمقراطية متطورة. ستدعم الولايات المتحدة الأميركية أوكرانيا من أجل تحقيق هذا بجميع الوسائل الممكنة.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".
أوكرانيا برس
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022