استنتاجات أوكرانيا من الحرب في ناغورني كاراباخ هي التالية:
1. من أجل تحرير الأراضي، ينبغي الاستعداد لذلك، وقد لا يستغرق التحرير سنة واحدة بل عقود. المماطلة على أمل أن يموت الشيخ أو الحمار ليست بالأمر المستحسن، لذا يجب الاستعداد. لا ينبغي إضاعة الوقت في المجهول، بل يجب تنمية القدرات: الاقتصادية والعسكرية والمعلوماتية والدبلوماسية.
لم نر بعد حتى نتائج إعادة الضم، مثل الانتعاش الاقتصادي للأراضي المسترجعة وعودة المهاجرين إليها وحل قضية الممتلكات المفقودة خلال سنوات الاحتلال ودمج الأراضي في الفضاء الاقتصادي للبلاد.
2. لا يمكن تحرير الأراضي التي يعتبرك سكانها محتلا بالوسائل العسكرية. من غير المحتمل أن تكون أذربيجان قد توقفت عند هذا الخط، وإلا لتطلب ذلك إعادة ترتيب الجيش. ليس الأراضي المتبقية فقط، التي ستبقى تحت سيطرة أرمينيا، فهناك تحديدا عاش ويعيش الجزء الأكبر من سكان ناغورني كاراباخ، الأرمن بالطبع. تاريخيا.
لا يوجد حل للمعضلة الأخيرة (عودة بقية الأراضي إلى تحت سيطرة أذربيجان) ما دامت قوات حفظ السلام الروسية موجودة هناك وطالما الأرمن يعيشون هناك.
سيكون احتلال هذه المناطق دمويا أكثر، وبالنتيجة لن يؤدي إلا إلى نشوء مقاومة داخلية وعقود من حرب العصابات. الحروب الحالية هي حروب من أجل الهوية وليس من أجل الأرض.
يمكننا الآن أن نتوقع هجرة الأرمن من ناغورني كاراباخ باتجاه أرمينيا. أولا، لأن الحرب يمكن أن تستأنف في أية لحظة. ثانيا، من غير المرجح أن يكون لدى أرمينيا نفسها الأموال اللازمة لاقتصاد المنطقة. المنطقة التي يمكن فقدانها في أي وقت.
هذه ليست برلين الغربية والحصار الذي تعرضت له بين عامي 1948 و1949، فالأرمن لا يملكون القدرات التي كانت بيد الحلفاء الغربيين حينها، كما وأن الدول القوية (وأرمن الشتات) لن تستثمر في منطقة خطيرة للغاية.
روسيا ليست مهتمة بإعادة إعمار الأراضي، يكفيها إدخال قوات حفظ السلام إلى هناك (وأين حقق وجودها نموا اقتصاديا؟). ربما على هذا تحديدا تعتمد تكتيكات أذربيجان الحالية. العمل على أن يصبح غالبية سكان ناغورني كاراباخ في غضون 20 عاما قوات حفظ سلام روسية.
لا أستطيع القول إن الوضع في أوكرانيا أسهل. لأن روسيا تعزي سبب الحرب التي لدينا إلى الهوية السياسية وليس العرقية، الإنسان السوفيتي (السلام الروسي) في مواجهة الأوكرانيين الأوروبيين. في حين أن الهوية السياسية، بخلاف الهوية القومية أو الدينية، يمكن أن تتغير تحت التأثير الإعلامي القوي.
المشكلة في أن هذه الهوية يمكن تغييرها في أي من الاتجاهين. من يتحكم في معظم أزرار القنوات التلفزيونية الشعبية سوف يتحكم في جنوب وشرق أوكرانيا بعد 20 عاما.
3. ينبغي الاعتماد على النفس فقط. الحلفاء يسعون لتحقيق مصالحهم الخاصة، وهم مستعدون للتخلي عنك في أية لحظة من أجل مصالحهم. لا يمكن للمعاهدات أن تعمل إذا لم تخدم مصالح الحلفاء الأقوياء، لا منظمة معاهدة الأمن الجماعي ولا مذكرة بودابست، هذا إذا لم نرغب في أن نضحك على أنفسنا.
4 - بالإضافة إلى الإعراب عن القلق، سيكتفي اللاعبون الرئيسيون بمحاولة التأثير غير المباشر فقط على النزاع، ولن ينجح أي نظام دولي أو ضوابط أو توازنات في منع نشوب النزاعات. لن يفرض عليك أحد عقوبات صارمة إذا قمت بتحرير أراضيك، حتى ولو اعتمدت الطرق العسكرية، خصوصا، إذا كان بجانبك حليف قوي، وإذا كان لدى حليف العدو مخططات مغايرة، غير مساعدة العدو. رغم ذلك، عليك دائما أن تقرأ الفقرة الثالثة.
أجل...، منحونا الأمل من جهة، في أن الصراعات ما تزال تميل نحو الانتهاء. ولكن من جهة أخرى، هذا مجرد استعراض، حيث لم يحل النزاع نهائيا. لذا يمكن أن يحدث الآتي: قد تتمكن أوكرانيا في أسرع وقت من أن تضع نقطة الختام في نزاعها، وستتعلم على من ناغورني كاراباخ.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".
أوكرانيا برس - "كوريسبوندينت"
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022