بسبب الجبن السياسي، أخطأ ماكرون الهدف، فهاجم أردوغان بدلا من بوتين.
بالنتيجة، كما هو الحال دوما في مثل هذه الحالات، النتيجة هي العار (رفض مواجهة الخصم الحقيقي) وتجاهل التهديد بالحرب (تصريحات قديروف والمفتي الشيشاني، المتخفيين وراء ضمانات بوتين).
يجب إطلاق النار على الرأس وليس على البطن، وهي القاعدة الأساسية في حال "قيامة الزومبي".
أشفق فعلا على ماكرون، المتخبط بين القرارات الحاسمة وضبط النفس الدبلوماسي.
يمكن أن ينقذه الاعتراف الصادق بحقيقة أن التهديد الوجودي لفرنسا ناجم قبل كل شيء عن تصدير الفساد من روسيا ورغبتها العميقة في تدمير الغرب.
فرنسا قادرة على مواجهة هذا التحدي فقط إذا بقيت موجودة عموما، حيث أن الكرملين يحاول النيل تحديدا من وجود الجمهورية، وما تصريحات قديروف والمفتي الشيشاني في الواقع إلا تعبير عن موقف الرئيس الروسي نفسه، وهو على وجه التحديد المستفيد الوحيد من كل هذا النزاع الحامل هذه الصبغة العرقية والدينية.
المشكلة في أن بوتين يبقى حتى الآن أمل ماكرون الوحيد في بناء "هيكلية جديدة للأمن" في أوروبا، في حين أن ماكرون يبقى بالنسبة لبوتين هدفا للسخرية والاستفزازات.
يهاجم ماكرون خرقة التطرف الإسلامي الحمراء، في حين أن بوتين يوشوش ببراعة في أذن ترامب وماكرون وسالفيني وغيرهم، قائلا: "أنظروا إلي، أنا مثلكم وأحتاج فقط إلى مجال لفرض النفوذ".
ما دامت باريس لم تتخلص من أوهامها بخصوص أعدائها الفعليين، سيتعين على فرنسا أن تواجه دوريا المخالب الروسية، على شكل هجمات إلكترونية أو على شكل لوبان أو على شكل تمرد آخر ضد الحضارة.
كل هذا لا يعني أن موسكو تقف وراء كل عمل إرهابي يحدث في القارة العجوز، غير أن موسكو تحديدا هي من يهيئ الظروف لتنفيذ مثل هذه الأعمال الإرهابية بأعلى تواتر ممكن، مثير للجدل والحقد.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".
أوكرانيا برس - "كوريسبوندينت"
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022