يدفع الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى إجراء استفتاء وطني عام، سيجرى تزامنا مع الانتخابات المحلية.
سيطلب من الأوكرانيين الإجابة على الأسئلة الخمس، التي سوف يطرحها الرئيس في يوم الانتخابات بتاريخ 25 أكتوبر، بعد الخروج مباشرة من مراكز الاقتراع.
يجري الاستفتاء عمليا على شكل استطلاع للرأي، وسوف يحتوي على لائحة خاصة من الأسئلة، توجب على المقترعين ملئ استبيان خاص.
الغريب جدا أن منتقدي مبادرة زيلينسكي يتظاهرون بأن فكرة الاستفتاء هذه لم تظهر إلا في 13أكتوبر 2020 رغم أن ممثلي فريق زيلينسكي تحدثوا قبل عام مضى عن أن حزمة المقترحات حول سلطة الشعب في أوكرانيا يجب أن تتضمن أيضا فكرة إجراء استفتاء إلى جانب الانتخابات الوطنية العامة. وهذا في الواقع تنفيذ للبرنامج الذي اعتمده الرئيس وحزبه في انتخابات 2019.
ترجع الحاجة لمثل هذه الأداة الديمقراطية المباشرة إلى حقيقة أن السياسيين الأوكرانيين ظلوا على مدى عقود منفصلين عن المجتمع الأوكراني. وبفضل ذلك، قام الذين يلقبون بـ"السياسيين المحترفين" وحدهم، دون مشاركة المجتمع، بصياغة الأسئلة المهمة للدولة ككل وحددوا الإجابات عليها.
في الواقع، لم يكترث أحد برأي الشعب. وأصبح هذا أحد أسباب الهزيمة الكاملة لمن يلقبون بـ "السياسيين المحترفين" في انتخابات 2019.
مبادرا إلى الاستفتاء، لا ينتهك الرئيس أي قانون أو مبادئ ديمقراطية من وجهة النظر القانونية بصفته ضامن للدستور، بل ليس لديه الحق فقط، وإنما ويتعين عليه أيضا، احتراما لحقوق المواطنين وحرياتهم، أن يسأل الرأي الأوكراني حول أفضل السبل المهيئة للظروف الضامنة لهذه الحقوق والحريات.
يحق للرئيس، بصفته الزعيم الوطني المنتخب ديمقراطيا، أن يتواصل مع الشعب ليس عبر الحديث من طرف فقط، بل وعبر الحوار أيضا.
هذه فكرة صحيحة وجيدة بغض النظر عن البيئة السياسية والنص والشخصيات. من المهم جدا أن تنشأ سابقة لمثل هذه الاستفتاءات ومن المهم بالطبع اختيار الأسلوب الصحيح للاستفتاء والتقيد به.
إذا تطرقنا إلى التبعات السياسية لمبادرة زيلينسكي، فهناك عدد من النقاط الجديرة بالذكر:
كما وأنها فرصة لممثلي "خادم الشعب" لتحسين مواقعهم مع اقتراب خط النهاية.
الأهم أن تصبح نتائج مثل هذه الاستفتاءات موجِّها لقرارات السلطتين التشريعية والتنفيذية.
لا شيء يمنع من اعتماد هذه الاستفتاءات بشكل منتظم، على المستوى الأوكراني العام وعلى مستوى الأقاليم والمدن والدوائر والمجتمعات.
في الاتحاد الأوروبي، الذي نحب جدا أن نقلده، يعتبر علم الاجتماع الاستشاري أحد العوامل الأهم في اتخاذ القرارات.
مهما كان، تبقى فكرة إجراء الاستفتاء في يوم الانتخابات خطوة زيلينسكي الذكية والفعالة.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".
أوكرانيا برس - "كوريسبوندينت"
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022