رد فعل فلسطين على صفقة الشرق الأوسط الجديدة

من لقاء اعتماد الأوراق الذي جمع السفير الدجاني مع الرئيس زيلينسكي (إيكونوميست)
نسخة للطباعة2020.10.07

في حوار مع السفير الفلسطيني لدى أوكرانيا هاشم حسن الدجاني، عكس وجهات النظر المتعلقة بالعواقب المحتملة بعد توقيع الاتفاقيات الأخيرة بين إسرائيل والإمارات والبحرين، وانعكاس ذلك على مستقبل الشعب الفلسطيني.

وفيما يلي نص الحوار، الذي أجراه موقع "إيكونوميست" الأوكراني مع السفير:

 - كيف سيؤثر التوقيع الأخير على اتفاقية تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين على عملية السلام في المنطقة؟. هل يمكن للصفقة أن تحقق السلام واستقرار العلاقات؟

تطبيع العلاقات بين الإمارات ومملكة البحرين من جهة ودولة الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى يساعد خطة ترامب ونتنياهو على تقويض القانون الدولي ويتجاوز مبادرة السلام العربية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، ويقضي على حقوق الشعب الفلسطيني. 

لن تؤدي صفقة تطبيع العلاقات إلى السلام في المنطقة حتى تعترف الولايات المتحدة وسلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة. 

من المهم جدا ليس الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة له فقط، بل وضمن الحدود المرسومة في 4 حزيران/يونيو من عام  1967 وحل مسألة اللاجئين الفلسطينيين وفقا لقرار الأمم المتحدة رقم 194. 

لن يتحقق لا السلام ولا الأمن ولا الاستقرار في المنطقة دون إنهاء الاحتلال ودون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه الكاملة، المنصوص عليها في قرارات الشرعية الدولية. 

السلام يتطلب رؤية بعيدة وشجاعة - الشجاعة لتصحيح الأخطاء وبناء الجسور. 

يجب على الحكومة الإسرائيلية أن تعترف بأن تهجير الشعب الفلسطيني كان حدثا تاريخيا غير عادل. 

بالإضافة إلى ذلك، يجب على إسرائيل أن تعترف بأنها مستعمر أجنبي، يدعم نظاما وحشيا لفرض السيطرة على الشعب الفلسطيني وحرمانه من حقوقه الإنسانية والوطنية الأساسية. 

يجب على إسرائيل أن تعترف بأن إنهاء هذا الظلم أمر ضروري لتحقيق السلام.

- ما هي التدابير التي يجب أن تتخذ؟

إن السبيل الحقيقي الوحيد للمضي قدما هو ذلك الذي يضمن ويحترم حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للنقض ويحقق حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والاستقلال  ويعزز النظام الدولي. 

دون ذلك، نحن نخاطر بإغراق المنطقة والعالم ككل في واقع تصبح فيه "القوة هي الحق"، حيث تُبرم الاتفاقيات بشكل مستقل عن القانون الدولي والالتزامات الدولية وحيث يطبع الظلم ويقبل، وحيث تتغلب المصالح الاقتصادية للأطراف في نهاية المطاف على المدى القصير أو الطويل على حقوق الإنسان عموما. 

يستحيل العثور على صيغة تسمح بإهمال حقوق الأمم والشعوب باسم الازدهار، وهذا ليس سلاما ينص عليه النظام العالمي القائم على القواعد، هذا ليس السلام الذي يجب علينا أن نصنعه لأجيالنا القادمة.

 - ما هي الخطوات والإجراءات التي اتخذها الجانب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية؟. ما هو الهدف النهائي للجانب الفلسطيني؟

نحن نسعى جاهدين من أجل السلام ونأمل أن تعيش جميع الشعوب في منطقتنا في ظروف من الأمن والاستقرار، هذا سيسهم في تعزيز السلم والأمن الدوليين. لذا قدمت القيادة الفلسطينية أشد التنازلات إيلاما وشجاعة في تاريخ هذا الصراع باسم السلام، عندما أعلن المجلس الوطني الفلسطيني استقلال دولة فلسطين. 

جرى ذلك وفقا للقرار المتخذ على المستوى الدولي لإنشاء دولتين على أساس حدود عام 1967، من خلال الاتفاق على إنشاء الدولة على 22% فقط (مكونة من الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة) من أراضي الانتداب الفلسطيني. 

ولكن بدلا من ذلك، تواصل إسرائيل الاحتلال والاستعمار والضم والعقاب الجماعي والإجراءات العنصرية والتمييزية والقمعية ضد الشعب الفلسطيني وتطالب في نفس الوقت بالمزيد من التنازلات داعمة بالقول فقط عملية السلام، التي تستخدمها بسوء نية في كل مرحلة. 

مضى على هذا النحو ما يقرب من 32 عاما منذ انضمام القيادة الفلسطينية إلى الإجماع الدولي حول حل الدولتين بناء على القرارات ذات الصلة الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، ولقد عززت مبادرة السلام العربية معايير هذا الإجماع الدولي. 

رغم حفاظ فلسطين منذ ذلك الحين على التزاماتها في هذا الصدد، تبقى إسرائيل بعيدة عن الإجماع الدولي، متعمدة تقويض وعرقلة أي جهود لتحقيقه. على هذا النحو، تبقى التسوية الفلسطينية التاريخية دون رد رغم مرور عقود من مفاوضات السلام، 27 عاما مرت على اتفاقيات أوسلو الموقعة في عام 1993 و29 عاما على مؤتمر مدريد للسلام الذي عقد عام 1991.

- كيف يمكن للمجتمع الدولي والمنظمات الدولية التدخل، وما هي مسؤوليات المجتمع الدولي الرئيسية؟

المجتمع الدولي مسؤول عن دعم القانون الدولي ويجب أن يدافع عن مكانة وحضور نظامه القائم على القواعد وأن يمنع إسرائيل من التعامل معه باستخفاف واحتقار. 

بالإضافة إلى ذلك، يجب عليه أخيرا التخلي عن نهج "الانتظار" والترقب لجهود حفظ السلام في الشرق الأوسط المعتمدة من قبل إدارة ترامب والبدء في إنشاء آلية متعددة الأطراف فعليا لدعم الحقوق الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية. 

سيؤدي فشل التعامل مع القضية إلى تحويل النزاع القابل للحل إلى حريق هائل على مستوى المنطقة. 

من شأن هذا التدخل الجماعي القوي والمتجذر بقوة في مبادئ وقيم القانون الدولي أن يخلق الظروف اللازمة لتحقيق السلام والأمن والتعاون الذي نتطلع إليه جميعا في المستقبل.

- ما هو موقف أوكرانيا من هذه القضية؟

يقدّر الشعب الفلسطيني وقيادة بلدنا تقديرا عاليا موقف أوكرانيا الداعم للسلام والحل القائم على التعايش بين الدولتين في منطقتنا، وكذلك احترام أوكرانيا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. 

تتمتع أوكرانيا بعلاقات قوية وودية مع جميع الدول في منطقتنا، ما يساعدها على أداء دور هام ومناسب لضمان السلام والأمن والتعاون. ونحن نتمنى لأوكرانيا وشعبها أيضا كل الخير والسلام والتقدم والازدهار.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

موقع "إيكونوميست" الأوكراني

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022