لم يقترن التنصيب السري للوكاشينكو، ولا زيارته السابقة لبوتين، بانعكاسات ملحوظة على الشوارع والساحات البيلاروسية، فلم تتأجج الاحتجاجات كما ولم تتراجع أيضا.
تكونت في البلاد بيئة اجتماعية نفسية جماهيرية عفوية موحدة بأخلاقيات التضامن المقاوم للديكتاتورية، التي لا تنوي تجاوز الخط الفاصل بين الاحتجاج السلمي والعنف، كما ولا تنوي التراجع أيضا.
الديكتاتورية بدورها لا تميل إلى التراجع خشية تجاوز الخط الفاصل بين فلتان الشرطة، الضعيفة أمام أخلاقيات المقاومة، وبين سفك الدماء. في حين أن موسكو، الداعمة للديكتاتورية، من المستبعد أن تلعب دور المحتل المعادي للشعب، الذي سينتقل عداءه للنظام (الذي راح يتزايد بالفعل بعد سوتشي) ليصبح ضد موسكو بالتالي.
ساعد الكرملين لوكاشينكو رسميا على إضفاء الشرعية على تمديد رئاسته غير الشرعية لتجنب سابقة تغيير السلطة في بلد مجاور على يد المجتمع المتمرد ضد هذه السلطة. فمصلحته الآن في أن يشرعن لوكاشينكو رحيله بالإصلاح الدستوري الموعود، الذي ينص على إجراء انتخابات مبكرة.
ومصلحة لوكاشينكو في نسيان الوعد المقطوع. للقيام بذلك، ينبغي أن يقضي الناس عطلة نهاية الأسبوع في منازلهم وليس في التجمعات الاحتجاجية في الشوارع ويجب على لوكاشينكو أن يظهر نفسه منتصرا على الأزمة. لذا يتوقف الأمر عليهم فيما إذا كانت الديكتاتورية ستنجح مرة أخرى في التحايل على الجميع.
أكد البيلاروسيون مرة أخرى أن البيئة الاجتماعية المناهضة للديكتاتورية متضامنة، وليست مجرد عواطف سطحية عابرة، بل أخلاقا تلزم بمقاومة الشر.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".
أوكرانيا برس - "كوريسبوندينت"
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022