أوليكسي كولومييتس - خبير في مجال العلاقات الدولية
ذهبت الأمور بعيدا جدا، لذا أصدر البيت الأبيض بكل بساطة إنذاره. بشكل موجز، يجري تحديد المصير الاستراتيجي لمنطقة الخليج الفارسي والشرق الأوسط بأكمله.
إنذار دونالد ترامب الموجه لإيران، هو من حيث المبدأ دعوة للتحالف ضد طهران وموسكو وبكين، لا أكثر ولا أقل.
لا نعرف ما إذا كان التطور الجيوستراتيجي قد وصل إلى النقطة الحرجة الآن، بفضل الصفقة "النووية الإيرانية" المشؤومة والفظيعة.
لكننا جميعا الآن شهود على الرعب الحالي، الذي أدى إلى ظهور "خطة العمل الشاملة". الذي كان مصدر إلهامها ورعاتها أوباما وبايدن وكيري بالاشتراك مع بوتين وسي وميركل وهولاند.
كاميرون والاتحاد الأوروبي في وجه موغيريني فكوا تماما أيدي خامنئي وملاليه المتطرفين. والآن، عمليا، انحاز نفس اللاعبين علنا إلى نظام طهران المجنون بالكامل. وهذا خطأهم الفادح، خطأ الجميع، بغض النظر عن النوايا المعلنة أو المكتومة، سيكون الجميع مسؤولا عن العواقب.
لم يبق هناك خيار آخر أمام رئيس الولايات المتحدة وحكومته. فإذا كان الأعداء المباشرون والحلفاء أيضا، مثل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، يدعمون بشكل مباشر رفع العقوبات المفروضة على إمدادات الأسلحة لإيران، يبقى التصرف على هذا النحو الخيار الوحيد، الذي تتطلبه الشرعية الاجتماعية والأخلاقية.
حدث هذا مرات عديدة في تاريخ الولايات المتحدة، ولكن حاليا أصبح كل شيء أصعب بكثير وأكثر جدية ومخيفا أكثر. لقد انتقى الجميع خيارهم والمملكة المتحدة خصوصا.
من الطبيعي، أن أوباما وبايدن وكيري وكلينتون "ضخوا" بوعي تام مئات المليارات من الدولارات في نظام طهران المجنون. بالطبع، اتفق على كل شيء وفي الدور الأول مع كرملين بوتين.
بالطبع، لملم الاتحاد الأوروبي وألمانيا وفرنسا "الفتات" الذي تطاير نحوهم من على الطاولة، حيث كان يحتفل اللاعبون الرئيسيون أوباما وبوتين وشي وخامنئي.
تشكل بالنتيجة حلف بين موسكو وطهران ودمشق وحزب الله، الذي انضم إليه من وقت لآخر أو انسحب اللاعبون الآخرون، مثل تركيا.
رفع العقوبات عن نظام الملالي الإيراني في عام 2016 حقق أهداف وغايات ذلك التحالف الشنيع. أريق الكثير من دماء السوريين والليبيين والإسرائيليين واليمنيين والأوكرانيين على أيدي أولئك، الذين صادقوا على "خطة العمل الإيرانية" المشؤومة.
أغسطس 2020 الماضي لم يكن موعد الحقيقة. كانت موعدها عندما جرى التوقيع على ذلك الاتفاق النووي المجنون.
لماذا عادت الولايات المتحدة والبيت الأبيض إلى الأمم المتحدة المخبولة وتلك الأوراق النووية الدموية؟ يبقى غير مفهوما. إذ دمر دونالد ترامب خطة العمل الشاملة المشتركة. وكانت تلك الخطوة الصحيحة الوحيدة تماما.
الرجوع الآن إلى هذه الأوراق الدموية، التي خرجت منها، هو محض هراء ويفرح الموقعين على تلك الجريمة. بل الأسخف الرجوع إلى الأمم المتحدة، البنية الميتة بالكامل والتي لا تزال تجر العالم إلى كوارث مريعة أكثر.
كم هو عدد المحاولات التي تحتاجها الولايات المتحدة، بينما هي الآن مدعومة فقط من قبل جمهورية الدومينيكان في تلك المقبرة العالمية المسماة "الأمم المتحدة"؟
الواقع صار قاسيا للغاية، وذلك نتيجة للمهادنة الفظيعة لنظام الملالي في طهران. استولى مسلحو الحكومة الإيرانية قبالة سواحلهم على سفينة تجارية إماراتية، وقبل عام استولوا على السفن المختلفة أيضا، بما فيها البريطانية. طبعا مستخدمين الأموال، التي صارت في متناولهم فقط بعد ظهور "الصفقة النووية" ورفع العقوبات.
اختلف كل شيء اليوم، فلقد وقعت الإمارات العربية المتحدة على مسودة اتفاقية مع إسرائيل، يمكن أن تغير بشكل كبير المشهد بأكمله في الشرق الأوسط الكبير. لهذا السبب نرى أن بوتين وخامنئي وحلفائهم في حالة هستيرية.
أعلنت طهران عن تطوير صواريخ جديدة، يمكنها ضرب الأهداف على مسافة ألف كيلومتر. سمي أحد نماذجها باسم الوحش سليماني. تصنع هذه الصواريخ على حساب الأموال التي أرجعت إلى النظام الإيراني بعد رفع العقوبات. ميركل وماكرون وجونسون ودير ليدن وميشيل صامتون. هذه الصواريخ تستهدف الآن باريس وبرلين ولندن وكييف.
لم تعد المسألة منذ وقت طويل متوقفة على ذلك الاتفاق المشؤوم المعقود مع النظام المتوحش في طهران. لقد جمد كل شيء الآن قبل الصدام، الذي لم يعد على ما يبدو من الممكن تجنبه.
قناة "أوكرانيا برس" على "تيليغرام": https://t.me/Ukr_Press
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - "كوريسبوندينت"
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022