سيناريوهان أمام الأزمة في بيلاروسيا وأوكرانيا تواجه "مخاطر جيوسياسية"

نسخة للطباعة2020.08.25

إيليا كوسا - خبير في "المعهد الأوكراني للمستقبل"

كلا السيناريوهين لتطور الأحداث في بيلاروس، الإطاحة بلوكاشينكو أو انتصار لوكاشينكو، لن يحلا أيا من مهام أوكرانيا الاستراتيجية، ولكنهما سيؤديان فقط إلى مخاطر جيوسياسية.

في كلتا الحالتين، تصبح بيلاروس أكثر اعتمادا على روسيا. وفي كلتا الحالتين، تبقى روسيا اللاعب الرئيسي في بيلاروسيا، مع اعتراف الغرب بنفوذها. وفي كلتا الحالتين سيؤدي الضعف والهشاشة اللذين ظهرا نتيجة للهزة الانتخابية إلى تدهور الخلفية الجيوسياسية الإقليمية لأوكرانيا.

الفرق الوحيد هو أنه في حال الإطاحة بلوكاشينكو، سيكون هناك الكثير من المقدمات المجهولة، وفي حال  بقائه في السلطة، فإن بعض عناصر العلاقات المتبادلة ستبقى دون تغيير.

سيؤدي الإخلال بتوازن بنية السلطة في مثل هذا النظام المغلق والمحافظ إلى صراع سياسي على السلطة وعدم الاستقرار، فضلاً عن تمهيد الطريق للتدخلات الخارجية بأشكالها المختلفة.

من بين جميع اللاعبين، الذين يزعزعون الوضع في بيلاروس حاليا، لدى روسيا فقط قاعدة الموارد الكافية، والرغبة والاستعداد لمثل هذه التدخلات، ولن يكون الغرب قادرا على تقديم شيئا مقابلا، بل ولن يسعى لذلك حتى، في حين أن العقوبات الغربية ستدفع بلاروس أكثر باتجاه روسيا وحتى الصين.

في حال وصل أحد المعارضين إلى السلطة، سيكون ضعفه وعدم يقينه عاملا آخرا لعدم الاستقرار في المنطقة وداخل الدولة.

بالتالي، الإطاحة بالحكومة الحالية في بيلاروس لن تلبي الاحتياجات المعنوية لجزء صغير من الجمهور الأوكراني، الذي يسمح لنفسه التفكير في مسائل العدالة والأخلاق واللباقة.

أما من ناحية التطورات الإقليمية، في رأيي، سيلعب الوضع في بيلاروس، مهما طرأت عليه من تغيرات، دورا سلبيا بالنسبة لأوكرانيا على المدى الطويل.

لم أتطرق إلى أن البعد العالمي لما يحدث في مينسك غائب تماما عن الأجندة المعلوماتية والدلالية والسياسية الأوكرانية. 

أنا أعني هنا محاولة الغرب كبح التجارة والاقتصاد وحجم التوسع التكنولوجي للصين في أوروبا من خلال مبادرة "حزام واحد - طريق واحد"، التي تشق طريقها عبر بيلاروسيا.

لذا، فإن كل هذه المحاولات لاتخاذ موقف واحد من خلال التفكير الأخلاقي السائد في مفتاح القيم الأخلاقية تعكس منظورا واحدا وعناصر الصيغة القديمة، التي وصفتها في المقال السابق.

لسوء الحظ، تحل في بيلاروسيا اليوم المسائل المغايرة تماما والأكثر تبجحا.

قناة "أوكرانيا برس" على "تيليغرام": https://t.me/Ukr_Press

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022