إيليا كوسا - خبير المعهد الأوكراني للمستقبل
من بين كل المواقف في فضائنا المعلوماتي المحدود التفكير من الانفجار الذي وقع في بيروت لاحظوا أكثر شيء مشهد واحد غير مهم وراحوا يروجون له كما لو أنه مهم.
أقصد قصة رجل الأعمال الروسي من خاباروفسك، الذي امتلك في يوم من الأيام السفينة المولدوفية، التي صودرت منها قبل 7 سنوات شحنة نترات الأمونيوم الخطيرة، التي انفجرت أمس في الميناء.
كل هذا مثير للاهتمام جدا، ولكن بالطبع، وددت لو ألفت انتباه وسائلنا الإعلامية إلى أمر آخر.
بسبب الدمار الكبير الذي لحق بمرفأ بيروت، تطرح قضية تغير الخدمات اللوجستية البحرية في شرق البحر الأبيض المتوسط واقتناص جزء من الشحن البحري المرتبط بالميناء من قبل لاعبين إقليميين آخرين.
خصوصا أن لبنان يستورد أكثر من 80% من الحبوب والمواد الغذائية من الخارج. يشتري القمح من دولتين، هما روسيا وأوكرانيا، الذي يسلم بحرا عبر ميناء بيروت.
نتيجة للدمار الهائل، يخاطر لبنان بأن يكون على شفا المجاعة، وأنا لا أمزح. المسألة هناك جدية للغاية.
بعد انفجار الأمس، من المنطقي طرح سؤالين: كيف يمكن لأوكرانيا مساعدة لبنان، وكيف ستبحث عن طريق إمداد بديل، وهل سيقتنص أحدهم خطوط الشحن هذه؟
فهناك منافسون لمرفأ بيروت في المنطقة، وبعض الدول انضمت إلى سباق من سيقدم مساعدات إنسانية أكثر لتعزز نفوذها السياسي وسمعتها بين اللبنانيين.
شاركت تركيا اليوم، مثلا، وأرسلت مستشفى ميدانيا إلى بيروت و400 طن من القمح وفريق إنقاذ وأدوية ومساعدات غذائية وفريق طوارئ من الأطباء لتقديم المساعدة في المستشفيات.
وقد لوحظت مناورات مماثلة من جانب إيران وفرنسا والإمارات وقطر والكويت وحتى سوريا.
من الواضح تماما أن بعد الانفجار انطلق سباق التفوق في مجال تقديم المساعدات الإنسانية ونزاع على القيادة الأخلاقية والسمعة والمنافسة على طرق التجارة البحرية في شرق البحر الأبيض المتوسط ، بالإضافة إلى اشتداد صراع النفوذ السياسي على بيروت.
ماذا ستفعل أوكرانيا؟ فعلى المحك مواقعنا التصديرية إلى السوق اللبنانية وفرصة تحسين التعاون الإنساني مع المنطقة وتعزيز صورتنا واتصالاتنا السياسية مع لبنان، التي طورنا معها علاقات جيدة.
قناة "أوكرانيا برس" على "تيليغرام": https://t.me/Ukr_Press
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - "كوريسبوندينت"
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022