فيكتور نيبوجينكو - محلل سياسي
جميع الدول الشابة الواقعة في منطقة التأثير العدواني لروسيا غير سعيدة لأسباب مختلفة.
أوكرانيا وكازاخستان وبيلاروسيا تعاني من كل منها بطريقتها الخاصة من موسكو.
رغم أن بيلاروسيا ليست أوكرانيا، يمكننا أن نقارن الآن كيف تدخل الدولتان وتخرجان من الأزمة السياسية التي فرضها الكرملين.
هكذا، مثلا، ليس من المهم ما إذا كان الرئيس لوكاشينكو قد سمح سابقا باستخدام بيلاروسيا كقاعدة لإعادة الشحن.
المهم اليوم أن رئيس بيلاروسيا لوكاشينكو، بعد أن أمر باعتقال مقاتلي الشركة العسكرية الخاصة "فاغنر" في مينسك، أنه قدم مثالا للشجاعة، الذي افتقر إليه ساستنا في 2014-2015.
رغم أن القوى غير متكافئة، غير أنه أظهر أنه مستعد لمقاومة أي شكل من أشكال عدوان الكرملين بخلاف قيادتنا السياسية، التي لم يكن لديها الشجاعة ولا حب أوكرانيا لمقاومة العدوان الروسي عند غزو القرم ودونباس وإصدار الأوامر لقوات الأمن.
بغض النظر عن كيفية انتهاء المعركة الشخصية بين لوكاشينكا وبوتين، من الواضح أن الكرملين أقوى ويمكنه اختيار أي طريقة لإزاحة لوكاشينكا.
من المهم الآن تحديدا أن رئيس بيلاروسيا لم يخف من تهديدات الكرملين وأصدر الأوامر باحتجاز المرتزقة مثبتا شجاعته ورفع معنويات قوات الأمن البيلاروسية.
والشيء الأهم، هو أن قوات الأمن البيلاروسية لم تخش العسكريين الروس وأطاعت الرئيس لوكاشينكا ونفذت أوامر احتجاز مرتزقة "فاغنر" الذين دخلوا البلاد، بخلاف قوات الأمن الأوكرانية، التي لم تقاوم في عام 2014 لا المقاتلين الموسكوين في كييف في الميدان؛ ولا المعتدين الروس في القرم.
الآن، بعد مشاهدة أحداث مينسك من الضروري الإجابة على سؤال مهم، الذي سوف يساعد على تحديد المستقبل السياسي القريب لبيلاروسيا في الصراع الروسي البيلاروسي.
ما هو المسار الذي ستختاره قوات الأمن البيلاروسية؟ هل ستقوم بواجبها العسكري وتدافع عن بلادها ضد المعتدي أم ستطلق النار على شعبها، كما حدث في أوكرانيا خلال ميدان عام 2014.
قناة "أوكرانيا برس" على "تيليغرام": https://t.me/Ukr_Press
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - "كوريسبوندينت"
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022