دميترو فورونكوف – محلل سياسي
بضع كلمات عن لعبة ترامب الخطرة خلال فترة الوباء. وهل ستصبح خطأه الرئيسي؟
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته استئناف حركة نقل الركاب داخل البلاد قريبا، كما وأعلن خلال مؤتمر صحفي أنه يتوجب على الشعب الأمريكي الانتظار "حتى يغادر الفيروس ويدمر نفسه ذاتيا".
لماذا تعتقدون أن الفيروس سيتلاشى دون لقاح؟ كرر ترامب ببساطة كلماته المتفائلة.
هذه دلالة واضحة تماما على أن ترامب لا يملك إجابات حول كيفية التغلب على الفيروس، وأنه يتصرف بعجلة متكلا على تعاطف المنتخبين. لهذا السبب تحديدا، سارع لدعم الاحتجاجات في الولايات المتحدة المناهضة للحجر الصحي، وتطرق أيضا إلى الحاجة إلى إعادة "فتح" الاقتصاد.
بل أكثر من ذلك، وعد رئيس البيت الأبيض بانتعاش الاقتصاد الأمريكي بسرعة.
عدا ذلك، أعلن ترامب خلال مؤتمره الصحفي أن "نمو إجمالي الناتج المحلي في الربع الثالث والربع الرابع خصوصا سيكون مذهلا".
أنا أعرف أن جائحة الفيروس التاجي أدت إلى تعطيل النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة بنسبة 29%، وأن 26 مليون أمريكي فقدوا وظائفهم.
بعبارة أخرى، ليس هناك دوافع لأي نمو "مذهل"، بل سوف يحتاج الاقتصاد الأمريكي إلى الوقت لكي يستعيد عافيته.
هذا يولد تصور بأن ترامب يريد إعادة النشاط إلى البلاد بسرعة بسبب الانتخابات المقبلة. هو يدرك أن الوقت يلعب ضده ويخشى الخسارة التي قد تتعرض لها شعبيته.
رغم التوقعات المتحدثة عن رغبة الزعيم الأمريكي في تأجيل الانتخابات، كما وكنت قد كتبت سابقا، إلا أن ترامب في الحقيقة، على عكس ذلك، مهتم بإجرائها في وقتها.
لقد استخدم الوباء في البداية بنجاح كبير لكسب الوقت، حيث أن قراره المتعلق بدعم المؤسسات الصغيرة وتقديم المعونات للمواطنين، الذين خسروا وظائفهم، وإغلاق الحدود أمام الجميع بما فيهم الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، وشراء احتياطيات النفط الاستراتيجية ضمنت تحليق شعبيته في بداية الجائحة.
لكن جميع "بداياته السعيدة" كانت مجرد مسألة وقت. وبطبيعة الحال، بدأ الوباء بسبب الحجر الصحي يؤثر على الاقتصاد، ما وضع ترامب أمام خيارين. إما دعم الوضع الاقتصادي وتثبيت معدل البطالة، أو مواجهة مخاطر انتشار الفيروس.
على ما يبدو، لقد انتقى الخيار الأول. وهذا أمر عقلاني من وجهة نظر استراتيجية الانتخابات السياسية. معظم الأمريكيين يعيشون على القروض، ويجب عليهم بطريقة ما الوفاء بالتزاماتهم الائتمانية. وفقا للمثل القائل "جلدك أقرب إلى جسدك"، يبقى الناخبون أكثر تأثيرا على مثل هذه الأشياء من المشاكل العالمية الداخلية، حتى تلك المتعلقة بالوباء.
ومن وجهة نظر أخرى، يمكن أن تؤدي رغبته في إعادة تشغيل المؤسسات، لكي لا يشعر الأمريكيون بخيبة أمل من زعيم الأمة نتيجة لارتفاع البطالة، إلى تأثير معاكس تماما.
ها هي الولايات المتحدة تتصدر دول العالم بعدد الوفيات الناتجة عن الجائحة. لا أحد يستطيع أن يتنبأ بالرقم الذي سيتوقف عنده الفيروس التاجي، لذا فإن المخاطر عالية للغاية، فالشيء الوحيد الأعلى من الرفاهية الشخصية بالنسبة للناخبين، هو الصحة والحياة والأقارب.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لبايدن أن يستخدم بشكل مبرر إحصائيات الموتى كاستراتيجية مضادة للهجوم سياسيا على خصمه وتقديم هذا كمؤشر على عدم مبالاة زعيم الأمة بمواطنيه وتجاهله العلني لوجود عدو داخلي مثل الفيروس.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - "كوريسبوندينت"
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022