بعد "كورونا".. أوكرانيا بحاجة إلى سياسة اقتصادية جديدة

أوليغ دوندا - نائب في البرلمان الأوكراني عن حزب "خادم الشعب"

اليوم، توقفت جميع الأسواق بسبب وباء فيروس كورونا والتدابير التقييدية ذات الصلة. ولكن سيمر شهران، وسوف تهدأ الضجة، وستتغير التوقعات من التشاؤم إلى التفاؤل، وستبدأ دورة جديدة من النمو الاقتصادي في العالم.

في الصين، التي "قدمت" للعالم  فيروس COVID-19، هناك اتجاه إيجابي يتشكل بالفعل. حيث قدم الفيروس عن طريق الخطأ خدمة كبيرة للاقتصاد العالمي. فقد نما لفترة طويلة جدا، وكان بحاجة إلى هزة لإعادة التشغيل من أجل المضي قدما دون الوقوع في ركود طويل. أوكرانيا ليست استثناء.

علاوة على ذلك، يعمل اقتصادنا الكلي على التوقعات. الآن، بسبب الفيروس التاجي، التوقعات سلبية: الاقتصاد ينخفض​​، الشركات تغلق. قبل ذلك، نمى لمدة عام فقط على توقعات وصول رئيس جديد. توقعات بأن الحياة ستتحسن قريبا. لم يوفر أحد المال. تم سكبه في حجم التداول التجاري. ستتغير التوقعات قريبا، لكن لدى السلطات وقت للتحضير لذلك، وتغيير الأولويات في السياسة الاقتصادية.

المشكلة الأولى هي أننا مقيدون بالأسواق الخارجية

وفقًا لذلك، لدينا هيكل للاقتصاد من جانب واحد، عندما تعطى الأولوية لمؤسسات المواد الخام، والتي غالبا ما تعمل على البنية التحتية السوفيتية: المعادن - الصناعة الكيميائية - المناجم، والآن أيضا الإنتاج الزراعي. 

تجلب هذه الاتجاهات عائدات التصدير بالعملة الأجنبية، والآن لسوء الحظ، لم يكن أحد، في الواقع منخرطًا بجدية في زيادة السوق المحلية، والحماية المعقولة للأعمال الأوكرانية، على الرغم من حقيقة أنه من الأسهل دائمًا حماية السوق المحلية من الدخول إلى سوق تصدير جديدة.

أول شيء نحتاج إليه هو التوقف عن الحديث، والبدء بتمكين رواد الأعمال من تطوير أعمالهم دون ملاحقتهم، وعلينا الاعتناء بهم حتى يكبروا، إضافة إلى تخفيض قاعدتهم الضريبية، فأنا أعلم أن رواد الأعمال لدينا يقومون بشكل أساسي بوظيفة اجتماعية، وكلما زاد عدد الأشخاص الذين يعملون لديهم، قل الضغط المالي على الدولة.

المشكلة الثانية هي هيمنة الواردات

في بلدنا، يتم إعادة توزيع أقل من 40٪ من الناتج المحلي الإجمالي من خلال الميزانية. وهذا دون مؤسسات الدولة المختلفة. لماذا يجب على ميزانية الدولة تحويل الهريفنيا الأوكرانية المكتسبة إلى عملة والإنفاق على الواردات؟ نحن بحاجة إلى برنامج حكومي لمدة خمس أعوام، الذي بموجبه لا يمكن إنفاق أموال الميزانية إلا على السلع والخدمات باستخدام "تصريح الإقامة" الأوكراني. وبالتالي، سيذهب التدفق النقدي الكبير مباشرة إلى الاقتصاد الأوكراني. بالطبع ستكون السنة أو السنتين الأولى صعبة، ولكن بعد ذلك ستتكيف الأعمال.

ستكون النتيجة سوقاً محلية ضخمة، ستدفع نمو الأعمال التجارية المحلية. وعندما يرى رأس المال الأجنبي أنه يمكنك كسب المال في سوقنا، فإن الاستثمارات ستأتي بدون صندوق النقد الدولي.

نمو الأعمال سيوقف هجرة اليد العاملة. لماذا تذهب إلى بولندا إذا كانت هناك رواتب تنافسية في أوكرانيا؟ وكل شخص يعود إلى أوكرانيا هو إضافة إضافية للاقتصاد. بعد كل شيء، سيكسب وينفق محليا. علينا أن تبدأ الآن...

توجيه ميزانية أوكرانيا لمدة 5 أعوام، لاستهلاك السلع والخدمات الأوكرانية فقط، دون استيراد.

في موازاة ذلك، التفاوض مع المستثمرين الأجانب حول توطين إنتاجهم في أوكرانيا. هنا لديك عامين لفتح شركة هنا، أو سيتم فصلك. بالإضافة إلى ذلك، مرة أخرى، تخفيض العبء الضريبي. وقد تكون الخطوة الأولى هي برنامج البناء الكبير وبناء الطرق.

يجب أن يصبح الرئيس زيلينسكي المحرك لهذه التغييرات، وأن يقدم سياسة اقتصادية جديدة باعتبارها أيديولوجية الحكومة والبرلمان.

الهدف الوحيد هو تشكيل سوق محلية قوية

الآن المشكلة ليست في أننا لا نتحرك نحو هدف تطوير السوق المحلية. تشارك الحكومة والبرلمان في الاستجابة لظهور مشاكل جديدة، دون فهم ما يجب أن نتوصل إليه خلال 4-5 أعوام.

التأمل في حلول للمشكلات الظرفية الصغيرة يؤدي إلى حقيقة أن القرار الذي نتخذه غدا سيتناقض في كثير من الأحيان مع واقع اليوم. 

اتخذنا خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح - أزلنا الشعبويين والرؤى الذين شكلوا غالبية مجلس الوزراء السابق من السلطة التنفيذية. العقبة الثانية أمام تشكيل سوق محلية قوية، للأسف، صندوق النقد الدولي.

يجب أن نكون مستعدين لمفاوضات صعبة لحماية المصالح الوطنية، وتقليص التعاون مع الصندوق.

يجب تحويل تركيز الدولة من وظيفة مالية إلى وظيفة اجتماعية، وأن ندع الأعمال تزيد التوظيف والدخل. 

يمنح الحجر الصحي المرتبط بالفيروس التاجي الوقت والفرصة للتفكير في كل شيء، من أجل الوصول إلى الاستئناف الكامل لعمل البرلمان الأوكراني بأفكار جاهزة، ويقول: من الآن فصاعدا، سنغير سياستنا.

قناة "أوكرانيا برس" على "تيليغرام": https://t.me/Ukr_Press

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)